ردت إليه فاجتمعت ألفان، فأبدلت الثانية همزة، كما أبدلت في نحو: رسالةٍ ورسائلٍ على تشبيه الأصلي بالزائد، كما يُشَبَّه الزائد بالأصلي، ألا ترى أنهم قالوا في النسب إلى حُبْلَى: حُبليٌّ وحُبْلَويٌّ، كما قالوا في موسى: مُوسَوِيٌّ وموسِيٌّ، وهو (مُفْعَلٌ) من أوسيت، أَوْ رُدَّتْ مصححةً، ثم أُبدلت منها همزة، كما أَبدلت العرب من واو مَصاوب همزة، فقالت: مصائب، وبعض القراء من ياء (معايش) (١) فقال: معائش (٢)، فاعرفه، فقيل: ملائكة، والوزن أيضًا: مفاعلة.
والرابع: أن أصله (مَلأَكٌ) والوزن (فَعْأَلٌ) من مَلَكَ، لأنهم يملكون أنفسهم، لأن الله تعالى عصمهم، فالميم فاء الكلمة، واللام عينها، والهمزة مزيدة، كالتي في نحو: شَمْأَلٌ، ثم حذفت تخفيفًا بعد النقل فبقي مَلَك، والوزن (فَعَل) ثم جمع على الأصل، كالشمائل في جمع شَمْأَل (٣).
والاختيار: القول الأول، بدلالة قولهم: ألوكة، ومألكة، ومألك، واستألك فلان إلى فلان، وعليه الأكابر، ثم الثاني بعده في الرتبة، وأما الثالث والرابع: فمردودان عند الأكابر لأسباب لا يليق ذكرها هنا.
و﴿جَاعِلٌ﴾: اسم فاعل يراد به الاستقبال، ولذلك عَمِلَ، وهو من (جعل) الذي له مفعولان، وهما ﴿فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ أي: مُصَيّرٌ فيها خليفة. ولك أن تجعله من جعل الذي له مفعول واحد، فالظرف على هذا يتعلق به تعلق الجار بالفعل.
(٢) رويت عن نافع لكن الرواية ضعيفة، قال ابن مجاهد في السبعة /٢٧٨/: وهو غلط.
وقال ابن مهران في المبسوط /٢٠٧/: رواه أسيد عن الأعرج وخارجة عن نافع أنهما همزاه، قيل: فأما نافع فهو غلط عليه، لأن الرواة الثقات كلهم على خلاف ذلك، وقالا أكثر القراء وأهل النحو والعربية: إن الهمزة فيه لحن، وقال بعضهم: ليس بلحن وله وجه وإن كان بعيدًا.
(٣) ذكر مكي ١/ ٣٦، وابن عطية ١/ ١٦٣ هذا القول الرابع عن ابن كيسان رحمه الله.