حكاها الفراء، قال: وكلهم يقول: يحضُر بالضم (١).
والجُلُّ على نصب ﴿وَيَعْقُوبُ﴾ ورفع ﴿الْمَوْتُ﴾، وقرئ: بالعكس (٢)، وكلتاهما بمعنى.
﴿إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ﴾: بدل من ﴿إِذْ﴾ الأولى والعامل فيها ﴿شُهَدَاءَ﴾، وقيل: الثانية ليست ببدل من الأولى، وإنما هي ظرف لحضر (٣).
﴿مَا تَعْبُدُونَ﴾: ﴿مَا﴾ استفهام في محل النصب بتعبدون، أَيْ: أَيَّ شيء تعبدون؟ و ﴿مَا﴾ عام في كل شيء، فإذا عُلِم فُرِقَ بـ (ما) و (مَن)، ولهذا قال أهل النحو: (مَن) لما يَعقِل، ولو قيل: من تعبدون، لم يعم إلَّا أولي العلم وحدهم. وقيل: ﴿مَا تَعْبُدُونَ﴾ سؤال عن صفة المعبود، كما تقول: ما زيد؟ تريد: أَفقيه أم طبيب، أم غير ذلك من الصفات؟.
﴿مِنْ بَعْدِي﴾: أي من بعد موتي، تْم خذِفَ اْلمضافُ وأقيم المضاف إليه مقامه.
﴿إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ﴾: عطف بيان لـ ﴿آبَائِكَ﴾، أو بدل منهم.
قيل: وجُعل إسماعيل، وهو عم يعقوب من جملة آبائه؛ لأن العم أب، والخالة أم، لانخراطهما في سلك واحد وهو الأخوة، لا تفاوت بينهما، وكفاك دليلًا قول رسول الله - ﷺ -: "رُدُّوا عَلَيَّ أبي"، يعني عمه العباس رضي الله عنه (٤).
وأعيد ذكر الإله في قوله: ﴿وَإِلَهَ آبَائِكَ﴾ فرارًا من العطف على
(٢) ذكر هذه القراءة ابن خالويه في شواذه/ ١٠/. وذكرها السمين في الدر ٢/ ١٢٩ دون نسبة.
(٣) الإعراب الأول للأخفش ١/ ١٥٨، والزجاج ١/ ٢١٢، وجوز العكبري ١/ ١١٨ الثاني.
(٤) فكذا أيضًا ساقه أبو عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٥٧، والمبرد في الكامل ٢/ ٦٣١ - ٦٣٢، والزمخشري في الكشاف ١/ ٩٦، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب المغازي=