الضمير المجرور من غير إعادة الجار.
وقرئ في غير المشهور: (وإله أبيك) بلفظ الوُحْدانِ (١)، وذلك يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون واحدًا، وإبراهيم وحده عطف بيان له، أو بدل منه، أفرد تفضيلًا له، وعُطف عليه أولاده.
والثاني: أن يكون جمع سلامة، تقول في الرفع: أبُونَ، وفي الجر والنصب: أَبِينَ، وحذفت منه النون للإضافة (٢).
وقيل: ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾ على هذه القراءة منصوب بإضمار أعني، وما بعده عطف عليه (٣).
﴿إِلَهًا وَاحِدًا﴾: بدل من ﴿وَإِلَهَ آبَائِكَ﴾ (٤)، كقوله: ﴿بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ﴾ (٥)، أو على الاختصاص، أي: نُريد بإله آبائك إلهًا واحدًا (٦). وقيل: حال منه (٧)، كأنه قيل: نعبده منفردًا، والفائدة فيه ذكر التوحيد،

= ١٤/ ٤٨٤ من حديث طويل رقم (١٨٧٤٨) وفيه: أن العباس رضي الله عنه ركب بغلة النبي - ﷺ - يوم الفتح، وذهب إلى أهل مكة ليؤمنهم ويدعوهم، فقال رسول الله - ﷺ -: هذا الكلام، وبعده: إني أخاف أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود. وكان عروة رضي الله عنه قد ذهب إلى ثقيف - وهو منها - يدعوها إلى الإسلام فقتلته.
(١) في (ب): الواحد. وفي (ط): الوحدة. وكلها يصح. ونسبت هذه القراءة إلى ابن عباس رضي الله عنهما، والحسن، ويحيى بن يعمر، وعاصم الجحدري، وأبي رجاء.
انظر المحتسب ١/ ١١٢، ومشكل إعراب القرآن ١/ ٧٢، والمحرر الوجيز ١/ ٣٦٦.
(٢) إعراب (أبيك) على أنه جمع سلامة هو مذهب سيبويه عن شيخه الخليل ٣/ ٤٠٥. وحكاه عنه النحاس ١/ ٢١٦ - ٢١٧، وابن عطية ١/ ٣٦٦.
(٣) قاله مكي في المشكل ١/ ٧٢.
(٤) هكذا في الكشاف ١/ ٩٦، وعند مكي ١/ ٧٣ وتبعه ابن الأنباري ١/ ١٢٤، والعكبري ١/ ١١٩ أنها بدل من (إلهك).
(٥) سورة العلق، الآيتين: ١٥ - ١٦.
(٦) لم أجده على الاختصاص إلا في الكشاف ١/ ٩٦.
(٧) هكذا عند جميع المعربين، وقدمه الزجاج ١/ ٢١٢، والنحاس ١/ ٢١٧، ولم يذكر الأخفش ١/ ١٥٨، والطبري ١/ ٥٦٣ غيره.


الصفحة التالية
Icon