والقِبْلةُ تجمع على: قِبَل، وقِبِلات، وقِبَلات (١).
﴿يَهْدِي﴾: في موضع نصب على الحال من اسم الله، والعامل فيها ﴿قُلْ﴾.
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٤٣)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ في محل النصب نعت لمصدر محذوف، أي: أنعمنا عليكم بالعدالة إنعامًا، كما أنعمنا عليكم بالهداية. و ﴿أُمَّةً﴾: مفعول ثان لجعلنا؛ لأنه بمعنى صيرنا. و ﴿وَسَطًا﴾: صفة لأمة.
والوسَط بالتحريك يستعمل اسمًا وصفة، فالاسم نحو: جلست وسَط الدار. والصفة نحو: ﴿أُمَّةً وَسَطًا﴾. ويستعمل ظرفًا، فإذا استعمل ظرفًا سُكِّن السين منه، نحو: جلست وسْط القوم، فكل موطن يصلح فيه (بين) فهو وسْط بالتسكين، وإن لَمْ يصلح فيه (بين) فهو وسَطٌ بالتحريك، وربما سكن وليس بالمتين (٢).
وقوله: ﴿أُمَّةً وَسَطًا﴾ فيه قولان: قال بعضهم: خيارًا. تقول العرب: انزل وسط الوادي، أي: خير موضع منه (٣)، وإنما قيل للخيار: وسط؛ لأنَّ

(١) انظر إعراب النحاس ١/ ٢٢٠، والقاعدة في جمع المؤنث السالم مما كان على وزن (فِعلة)، بكسر الفاء: أن تكسر الثاني أيضًا أو تفتحه أو تسكنه، فتقول في كِسْرة: كسِرات، أو كسَرات، أو كسْرات. انظر كتاب الجمل في النحو/ ٣٨٠/.
(٢) كذا في الصحاح (وسط).
(٣) انظر معاني الزجاج ١/ ٢١٩، وكون الوسط بمعنى الخيار: ذكره أيضًا الطبري ٢/ ٦، والماوردي ١/ ١٩٨.


الصفحة التالية
Icon