هذا الوجه مزيدة (١).
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (١٥٤)﴾:
قول عزَّ وجلَّ: ﴿أَمْوَاتٌ﴾ خبر مبتدأ محذوف، وكذلك ﴿أَحْيَاءٌ﴾ أي: هم أموات بل هم أحياء، ولا يجوز نصبهما إذ ليسا في موضع مصدر، كقولك: قلت حقًّا وباطلًا. وجُمِعَ أموات وأحياء حملًا على معنى (مَن). وأُفرد ﴿يُقْتَلُ﴾ على لفظ (مَن).
﴿وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾: كيف حالهم في حياتهم.
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ﴾ جواب قَسَم محذوف، والفعل مؤكد بالنون الشديدة مَبني معها، وحُرّكت الواو بالفتح لخفته.
﴿مِنَ الْخَوْفِ﴾: في موضع الصفة لشيء.
﴿مِنَ الْأَمْوَالِ﴾: في موضع نصب على أنَّه نعت لمحذوف، أي: ونقصٍ شيئًا من الأموال، لأنَّ النقص مَصْدَرُ فِعْلٍ مُتعدٍّ، وذلك أنّ نَقَصَ فعل يتعدى ولا يتعدي، فإذا تعدى فمصدره النقص، وإذا لَمْ يتعد فمصدره النقصان، فاعرفه.
﴿وَنَقْصٍ﴾ عطف على شيء، أي: وبنقصٍ شيئًا من الأموال. وقيل: عطف على الخوف، بمعنى وشيء من نقص الأموال.
وعن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: الخوف: خوف الله، والجوع:

(١) انظر جامع البيان ٢/ ٣٦، ومعاني الزجاج ١/ ٢٢٧، ومشكل مكي ١/ ٧٥، والكشاف ١/ ١٠٣. والبيان ١/ ١٢٩، وزاد المسير ١/ ١٦٠ حيث ذكر ابن الجوزي أن معناه مروي عن علي، وابن عباس رضي الله عنهم وغيرهما.


الصفحة التالية
Icon