صيام شهر رمضان، والنقص من الأموال: الزكوات والصدقات، ومن الأنفس: الأمراض، ومن الثمرات: موت الأولاد (١). يعضده ما روي عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا مات ولد العبد قال الله تعالى للملائكة: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول الله تعالى: أقبضتم ثمرة قلبه؟ فيقولون: نعم، فيقول الله تعالى: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابْنُوا لعبدي بيتًا في الجَنَّة وسموه بيت الحمد" (٢).
﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿الَّذِينَ﴾ في موضع نصب على النعت لـ ﴿الصَّابِرِينَ﴾، أو بإضمار فعل، أو رفع على الابتداء، والخبر ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ﴾ (٣). و ﴿قَالُوا﴾: جواب إذا، وهو: العامل فيها. ونهاية صلة ﴿الَّذِينَ﴾: ﴿رَاجِعُونَ﴾.
﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿أُولَئِكَ﴾ مبتدأ، و ﴿صَلَوَاتٌ﴾: مبتدأ ثان، و ﴿عَلَيْهِمْ﴾: خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول.
وقوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾: يجوز أن يكون ﴿هُمْ﴾ مبتدأ، وأن يكون توكيدًا لقوله: ﴿وَأُولَئِكَ﴾، وأن يكون فصلًا، ويسميه أهل الكوفة عمادًا، فاعرفه وقس علية نظائره.

(١) كذا حكاه عن الإمام الشافعي رحمه الله: البغوي ١/ ١٣، والزمخشري ١/ ١٠٤، والرازي ٤/ ١٣٧، وانظر القرطبي ٢/ ١٧٣ - ١٧٤.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٤/ ٤١٥. والترمذي في الجنائز، باب فضل المصيبة إذا احتسب (١٠٢١)، والطيالسي (٥٠٨)، وابن حبان ٧/ ٢١٠ من الإحسان، والبيهقي في شعب الإيمان (٩٧٠٠)، والبغوي في التفسير ١/ ١٣٠. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
(٣) من الآية التالية.


الصفحة التالية
Icon