حذفت الفاء منه، كما حذفت في المضارع؛ لوقوعها بين ياء وكسرة، وحذفت لامه للأمر، واستُغْنِيَ عن همزة الوصل لتحرك الحرف المبدوء به وهو العين.
﴿أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٢٠٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أُولَئِكَ﴾ مبتدأ و ﴿نَصِيبٌ﴾ مبتدأ ثان، و ﴿لَهُمْ﴾ خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبرٌ عن الأول، والإشارة إلى الداعين بالحسنتين.
﴿مِمَّا كَسَبُوا﴾: في موضع رفعٍ نعتٌ لنصيب، و (ما) موصولة أو مصدرية، أي: لهم نصيب ثابت من جنس ما صدر منهم من الأعمال والأفعال المرضية. ويحتمل أن تكون الإشارة إلى الفريقين جميعًا؛ لأن لكل فريق نصيبًا من جنس ما كسبوا.
﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٠٣)﴾
قوله عز وجل: ﴿فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ معدودات: صفة لأيام على لفظها، لكونها جمعًا، فقوبل الجمع بالجمع، ولا نظر إلى واحد الأيام ولا المعدودات.
والأيام المعدودات: هي أيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر، عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره (١).
وذِكْرُ الله قيها: التكبيرُ في أدبار الصلوات وعند الجمار على ما فسِّرَ (٢).

(١) أخرجه الطبري ٢/ ٣٠٢ - ٣٠٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن عطاء، ومجاهد، والحسن، وقتادة.
(٢) كذا قال الإمام الطبري ٢/ ٣٠٢، والبغوي ١/ ١٧٨. وانظر الدر المنثور ١/ ٥٦٢ - ٥٦٣.


الصفحة التالية
Icon