والحمد نقيضه الذم، والشكر نقيضه الكفرانُ، والحمد، والشكر، والمدح، والثناء، نظائرُ في اللغة.
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (رَبِّ) جَرٌّ على النعت لله سبحانه، أو على البدل (١).
وقرى": (ربَّ العالمين) (٢) بالنصب على المدح. وقيل: بما دل عليه الحمد لله، كأنه قيل: نحمد الله رب العالمين. وقيل: على النداء (٣).
ويجوز رفعه على: هو رب.
والرب: المالك، يقال: هذا رب الدار، أي مالكها، ومنه قول بعض الفصحاء: لأَن يَرُبَّني رجلٌ من قريش أَحَبُّ إليَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من هوازن (٤). أي: لَأَنْ يَملكني.
والرب أيضًا المصلح للشيء، يقال: رَبَبْتُ الشيءَ أَرُبُّه ربًّا، إذا أصلحتَه وقمتَ عليه، فالله سبحانه مالك العباد ومصلحُهم، ومصلح شُؤونهم. ويجوز أن يكون وصفًا بالمصدر للمبالغة، كما وصف بالعدل والصوم وغيرهما من المصادر التي يوسف بها للمبالغة. ولم يطلقوا الرب إلا

= أيضًا، وأخرجه الديلمي في الفردوس (٢٧٨٤)، وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٣٨٣٥) ورمز له بالحسن، لكن قال المناوي في فيض القدير ٣/ ٤١٨: سنده رجاله ثقات لكنه منقطع. قلت: وفي كل المصادر: (لا) بدل (لم).
(١) اتفقوا على جره بالنعت، وانظر الوجه الثاني في إعراب ثلاثين سورة/ ٢١/، والتبيان ١/ ٥.
(٢) نسبها ابن الجوزي في زاد المسير ١/ ١١ إلى أبي العالية، وابن السميفع، وعيسى بن عمر. ونسبها الزمخشري ١/ ٨ وأبو حيان ١/ ١٩ إلى زيد بن علي وطائفة.
(٣) وجوه النصب هذه ذكرها النحاس ١/ ١٢١ مجتمعة، وعنده وجه رابع هو النصب على الحال، ذكره عن الكسائي، أي كما تقول: الحمد لله ربًا وإلهًا. واقتصر مكي على المدح والنداء، وتبعاه في البيان والتبيان.
(٤) قاله صفوان بن أمية رضي الله عنه في غزوة حنين قبل أن يسلم يرد على بعض من شَمِتَ بالمسلمين قبل النصر. انظر السيرة ١/ ٤٤٤، وصحاح الجوهري (ريب)، والكشاف ١/ ٨، والمحرر الوجيز ١/ ٦٥، ونسبة المؤلف هذا القول لأحد الفصحاء يعنيه، لأن صفوان كان من أفصح قريش لسانًا، انظر الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٢/ ٧٢١.


الصفحة التالية
Icon