في الله وحده (١)، وهو في غيره على التقييد، كقولهم: ربُّ الدار، ورب الضيعة ونحوهما، وأما قولهم في الجاهلية للملِك: الرب، قال:

١٣ - وهو الربُّ والشهيدُ على يو مِ الحُوارين والبَلاءُ بَلاءُ (٢)
فلا اعتداد به لشذوذه (٣).
﴿الْعَالَمِينَ﴾: خفض بالإضافة، وعلامة الخفض الياء، وهي حرف الإعراب عارٍ من الحركة بمنزلة الياء في البيع، والنون عوض من الحركة، وله حالتان: يكون في إحداهما عوضًا من الحركة إذا عَرِيَ الواحد من التنوين؛ وفي الثانية عِوَضًا من الحركة والتنوين إذا كانا في الواحد (٤).
وأما (هذان)، فالنون فيه ليس بمنزلة النون في رجلان، وإنما هو صيغة مرتجلة للتثنية، ولو كان مثنًى لوجب أن يدخله الألف واللام، كما يدخل في سائر الأسماء المعارف في حال التثنية، نحو: زيد والزيدان، وحُرك النون لالتقاء الساكنين: الياء والنون (٥)، وفتح للفرق والتعديل (٦).
(١) يعني معرفًا بالألف واللام مطلقًا (الرب). انظر الزجاجي/ ١٣٣، والجوهري (ربب)، وزاد المسير ١/ ١١.
(٢) هذا البيت للشاعر الجاهلي الحارث بن حلّزة اليشكري، من معلقته المشهورة. انظر شرح القصائد السبع الطوال للأنباري/ ٤٧٥/، والنحاس في معانيه ١/ ٥٩، وشرحه للقصائد المشهورات ٢/ ٧٠. وشرح القصائد العشر للتبريزي/ ٣٠٧/. والرب هنا عني به المنذر بن ماء السماء، والحوران: بلدان في البحرين، ويوم الحوارين: يوم من أيام العرب مشهور، واختلفوا في ضبطه، فمنهم من ذكره هكذا، ومنهم من ذكره بالياء: الحيارين، كما اختلفوا في ضبط الحاء والراء فيه، انظر معجم البلدان (حوارين)، والبيت من شواهد الصحاح واللسان مادة (ربب)، وقوله: والبلاء بلاء: يعني شديد.
(٣) لأن قائله جاهلي كافر.
(٤) انظر كتاب سيبويه ١/ ١٧ - ١٨، وإعراب النحاس ١/ ١٢٠ - ١٢١.
(٥) معاني الزجاج ١/ ٤٦.
(٦) هكذا في جميع النسخ، وأبدلت كلمة التعديل إلى كلمة (الخفة) في المطبوع، وهما بمعنًى، فأما كونها للفرق: فيعني بينها وبين نون الاثنين، قاله الأخفش ١/ ١٤، والزجاج=


الصفحة التالية
Icon