وهو جَمْعُ سلامةٍ، واحده عالَم، والعالَم: اسم موضوع للجمع، ولا واحد له من لفظه، كالأنام، والقوم، واشتقاقه من العِلم عند من جعله لذوي العلم، ومن العَلَم والعلامة عند من جعله لجميع المخلوقات لظهورهم، وظهور أثر الصنعة فيهم، ولمعنى الوصفية المشار إليها فيه جُمِعَ جَمْعَ التصحيح (١).
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ نعت بعد نعت، ويجوز نصبهما على المدح، ورفعهما على إضمار (هو)، ورفع أحدهما ونصب الآخر، وجرّ الأول ونصب الثاني ورفعه (٢).
فإن قلت: فلم أُعيد ذكر ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ مع اعتقادك أن البسملة من الفاتحة؟ قلتُ: أعيد ذلك للمبالغة والتأكيد، كما قال:

١٤ - هَلَّا سألتَ جموعَ كِنْـ ـدَةَ يومَ وَلَّوْا أَيْنَ أَيْنَا (٣)
وكما قال الآخرُ:
١٥ - كَمْ نِعْمَةٍ كانتْ لَكُمْ كمْ كمْ وَكَمْ (٤)
= ١/ ٤٦ ونسبه لسيبويه. وأما التعديل: فيعني من الكسرة إلى الفتحة لخفتها وثقل الكسرة بعد الواو والياء. انظر معاني الزجاج.
(١) انظر في هذا أيضًا: معاني الزجاج ١/ ٤٦، والنكت والعيون ١/ ٥٤ - ٥٥.
(٢) تقدم الإعراب والتخريج في البسملة.
(٣) البيت للشاعر عَبيد بن الأبرص، يرد به على امرئ القيس، وانظره في معاني الفراء ١/ ١٧٧، وتأويل مشكل القرآن / ١٨٦/، والشعر والشعراء / ١٦١/، والأغاني ٢٢/ ٨٣. والصناعتين / ٢١٣/ وزاد المسير ١/ ٢٠٨ و ٨/ ١١١.
(٤) لم أجد من نسب هذا البيت، وهو في معاني الفراء ١/ ١٧٧. وتأويل مشكل القرآن / ٢٣٦. وفقه اللغة/ ٣٥١/. وكتاب الصناعتين/ ٢١٣/. وزاد المسير ١/ ٢٠٨، وروي (لها) و (له) بدل لكم. انظر معاني الفراء، وزاد المسير في الموضعين السابقين.


الصفحة التالية
Icon