وإنما أعربت التثنية؛ لصحة التثنية، إذ لا تختلف، ولا يتأتى في جميع الأسماء إلا على مثالٍ واحدٍ، وليس كذلك الجمع، ألا ترى أن إعرابه كإعراب الواحد إذا كان جمع تكسير.
وفيه أربع لغات: (الذيْ) بياء ساكنة، و (الذيُّ) بياء مشددة، و (الَّذِ) بكسر الذال من غير ياء، و (الَّذْ) بسكون الذال.
وفي تثنيته ثلاث لغات: (اللذان)، و (اللذا) بحذف النون قال:

١٩ - أَبِنِي كُلَيْبٍ إِنَّ عَمَّيَّ اللذَا قَتَلا الملوكَ وَفكَّكَا الأَغْلالا (١)
و(اللذان) بتشديد النون، وفي النصب والجر (الّلذَينِ)، ولك تخفيفُ النون أيضًا وتشديدها، وأُسقطت الياء لسكونها، وسكون عَلَمِ التثنية.
وفي جمعه لغتان: (الذينَ) في الرفع والنصب والجر، و (الذي) بحذف النون. قال:
٢٠ - إنَّ الذي حانتْ بِفَلْجٍ دماؤُهمْ هُمُ القومُ كلُّ القومِ يا أُمَّ خالِدِ (٢)
(١) البيت للأخطل، وهو من شواهد الخليل في العين ٨/ ٢٠٩، وسيبويه ١/ ١٨٦، والأخفش ١/ ٩١، والنحاس في إعرابه ١/ ٤٢٨، وابن دريد في الاشتقاق/ ٣٣٨/، والفارسي في الحجة ١/ ١٢٥، وانظره أيضًا في الموشح/ ١٨٠/. والمحتسب ١/ ١٨٥، وشرح الحماسة للمرزوقي ١/ ٧٩، والإفصاح/ ٣٠٠/. والمقتصد ١/ ٥٣٠، وشرح الملحة/ ٣٢٦/، والمفصل/ ١٧٤/، والشاهد فيه: حذف النون من قوله: اللذا، وأصله: اللذان، وذلك تخفيفًا لاستطالة الموصول بالصلة، هذا قول البصريين، وأما الكوفيون فحذف النون عندهم لغة في إثباتها طالت الصلة أم لم تطل، وعلى هذا ساقه المؤلف، وانظر الخزانة ٦/ ٦.
(٢) البيت للأشهب بن رميلة، وهو من شواهد العين ٨/ ٢٠٩، وسيبويه ١/ ١٨٧، ومعاني الأخفش ١/ ٩١، وتأويل مشكل القرآن/ ٣٦١/، والمقتضب ٤/ ١٤٦، وتفسير الطبري ١/ ١٤١، ومعاني النحاس ١/ ١٠٢، والحجة ١/ ١٥١، والمؤتلف والمختلف للآمدي/ ٣٣/. والمحتسب ١/ ١٨٥، والصحاح (فلح)، والموضح/ ٢٥/، وشرح المرزوقي ١/ ٣٤، ومعجم البكري ٣/ ٢٨، وشرح الملحة/ ٣٢٦/. والشاهد فيه: حذف النون من (الذي) استخفافًا، لكن أنشده الجاحظ في البيان والتبيين ٤/ ٥٥:
إن الأولى حانت... =


الصفحة التالية
Icon