ومن العرب من يجعله في الرفع بالواو، وفي الجر والنصب بالياء، كما جعلوا تثنيته بالألف في الرفع، وبالياء في الجر والنصب، وهذا الجمع على هذه اللغة مُعْرَبٌ.
واختلف في المنعَم عليهم:
فقيل: هم المؤمنون، وأطلق الإنعام ليشمل كل إنعام، لأن مَن أنعم الله عليه بنعمة الإسلام، لم تبق نعمةٌ إلا أصابته، واشتملت عليه (١).
وقيل: هم أصحاب موسى وعيسى عليه السلام، قبل أن يُغَيِّروا (٢). وقيل: هم الأنبياء (٣).
والإنعام، والإحسان، والإفضال نظائر في اللغة.
وقوله: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ﴾ جَرُّ ﴿غَيْرِ﴾ على البدل من ﴿الَّذِينَ﴾ أو من الهاء والميم في ﴿عَلَيْهِمْ﴾، على معنى: أن المنعَمَ علِيهم هم الذين سَلِمُوا من غضب الله والضلال، ولك أن تجعله صفة لـ ﴿الَّذِينَ﴾، على معنى: أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة - وهي نعمة الإيمان - وبين السلامة من غضب الله والضلال (٤).

= فلا شاهد فيه حينئذٍ، وانظر خزانة البغدادي ٦/ ٢٥.
(١) هذا من كلام الزمخشري ١/ ١١، وكون المنعم عليهم هم المؤمنون انظره في الطبري ١/ ٧٦ والماوردي ١/ ٦٠.
(٢) رُوي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما، انظر معالم التنزيل، والكشاف عند (أنعمت عليهم).
(٣) أخرجه الطبري ١/ ٧٦. وبقي عليّ أن أشير إلى معانٍ أخرى ذكرها أصحاب التفسير، منها: أن المراد بالمنعم عليهم النبي - ﷺ - ومن معه، وقيل: الملائكة، وقيل: هم المذكورون بآية النساء (﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)﴾ انظر بالإضافة إلى المصادر السابقة: المحرر الوجيز وابن كثير، والدر المنثور عند تفسير الآية.
(٤) العبارة للزمخشري، وانظر وجوه إعراب (غير) في إعراب النحاس ١/ ١٢٥. ومشكل مكي ١/ ١٣، والبيان ١/ ٤٠.


الصفحة التالية
Icon