كانت خفيّة ووقعت قبلها كسرة أو ياء، جَذبتِ الهاءَ إلى الكسرة، وحين انكسرت صارت الواو إلى الياء، لأنه لا تثبت واو ساكنة وقبلها كسرة أو ياء.
فإذا فهم هذا، فوجه من ضم الهاء من ﴿عَلَيْهِمْ﴾: أنه أتى بها على الأصل. ووجه من حذف الواو وأسكن الميم: أنه فعل ذلك استخفافًا. ووجه من ضمها: أنه حذف الواو تخفيفًا، وأبقى الضمة قبلها دليلًا عليها. ووجه من أثبت الواو: أنه أتى بها على الأصل. ووجه من كسر الميم من غير ياء: أنه كره أربع ضمات: ضمة الهاء، وضمة الميم، والواو بعدها بضمتين، فأبدل من ضمة الميم كسرة لتنقلب الواو ياء، ثم حذف الياء استخفافًا وأبقى الكسرة دليلًا عليها. ووجه من كسرها مع الياء: ما ذكرت آنفًا، غير أنه بَقَّى الياء تنبيهًا على الأصل، هذا وجهُ الخمسةِ مع ضم الهاء.
ووجه من كسر الهاء: أنه فعل ذلك لمجاورتها الياء، ومن حذف الواو وسَكَّنَ الميم، فَلِمَا ذكرت قبيل. ووجه من كسر الميم وحذف الياء: أنه اجتزأ بالكسرة عنها. أووجه من كسرها وأتبعها ياء: أنه أتى بها على الأصل] (١). ووجه من ضمها من غير واو: أنه اكتفَى بالضمة عنها. ومن ضمها مع الواو: فإنه أتى بالكلمة على أصلها، فاعرفه، فإن فيه أدنَى غموض.
و﴿عَلَيْهِمْ﴾ الأولى: في محل النصب على المفعولية، والثانية: في محل الرفع على الفاعلية، على معنى: الذين غُضِبَ عليهم (٢)، ولا ضمير فيه، إذ لا يتعدى إلا بحرف جرٍ، كالمنظور إليهم، والمرغوب فيهم، ولذلك لم يُجمع، لأن اسم الفاعل والمفعول إذا عمل فيما بعده، لم يُجمع

(١) العبارة سقطت من (أ).
(٢) فيكون في محل رفع نائب فاعل لاسم المفعول (المغضوب)، وانظر في إعراب الكلمتين: البيان ١/ ٤٠ - ٤١.


الصفحة التالية
Icon