وحَكَى أبو العباس (١) عن أبي عثمان (٢) عن أبي زيد (٣) قال: سمعت عمرو بن عبيد (٤) يقرأ: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَن ذَنْبهِ إِنْسٌ وَلَا جَأَنٌّ) (٥)، فظننته قد لحن، حتى سمعت العرب تقول: شأَبَّة ودأَبَّةٌ (٦).

فصل (٧)


وأما (آمين): فصوتٌ سُمِّيَ به الفعلُ الذي هو اسْتَجِبْ، كما أن رُوَيدَ، وحيَّهَل، وهَلُمَّ، أصواتٌ سميت بها الأفعال التي هي: أمهلْ، وأسرعْ، وأقبلْ؛ وفيه لغتان: مدُّ ألفه وقصرُها، قال الشاعر في الممدود:
٢١ - يا رَبِّ لا تسْلُبَنِّي حُبَّها أبدًا ويَرْحَمُ اللهُ عَبْدًا قال آمينا (٨)
(١) هو المبرد محمد بن يزيد، إمام العربية في زمانه، كان فصيحًا بليغًا ثقة أخباريًا علامة، أخذ عن المازني وأبي حاتم، له عدة كتب منها الكامل والمقتضب، توفي سنة خمس وثمانين ومائتين ببغداد.
(٢) هو المازني بكر بن محمد، تقدمت ترجمته.
(٣) هو صاحب النوادر، سعيد بن أوس، كان أنحى من أبي عبيدة والأصمعي وأغزر في اللغات منهما، قال السيرافي: كان أبو زيد يقول: كلما قال سيبويه: أخبرني الثقة. فأنا أخبرته به. روى له أبو داود والترمذي، وتوفي سنة خمس عشرة ومائتين. (الزبيدي - السيوطي).
(٤) هو عمرو بن عبيد أبو عثمان البصري، قدري معتزلي، صحب الحسن رحمه الله ثم تركه وصحب واصل بن عطاء، وكان زاهدًا عابدًا فاغتروا به، لكنهم تركوا الرواية عنه، انظر تهذيب الكمال (٤٤٠٦) وذكر ابن خلكان ٣/ ٤٦٢ أن له كتاب التفسير عن الحسن البصري.
(٥) سورة الرحمن، الآية: ٣٩.
(٦) انظر الخصائص ٣/ ١٤٧ - ١٤٨ والمحتسب ١/ ٤٦ - ٤٧، فقد حكى ابن جني قول أبي العباس بسنده ومتنه.
(٧) سوف يتحدث المؤلف رحمه الله هنا عن (آمين) وهي دعاء ليس من القرآن باتفاق، لأنها لم تُثْبَتْ في المصحف، وقد وردت أحاديث صحاح بفضلها، انظر ابن عطية ١/ ٩٠.
وأغرب ما قيل فيها أنها اسم من أسماء الله تعالى. انظر القاموس واللسان (أمن).
(٨) انظر هذا الشاهد في معاني الزجاج ١/ ٥٤. وإعراب ثلاثين سورة/ ٣٥/. ومقاييس اللغة ١/ ١٣٥، والصحاح (أمن) والمخصص ١٤/ ٩٧، والكشاف ١/ ١٢، والبيان ١/ ٤٢، وزاد المسير ١/ ١٨، وابن يعيش ٤/ ٣٤. ونسبه الخطيب التبريزي في تهذيب الإصلاح=


الصفحة التالية
Icon