٢٥ - * وقاتمِ الأعماقِ................. (١) *
والأشيع النصب في باب القسم، لأن الجار لا يضمر إلا قليلًا.
[الكلام على الحروف]
وحروف التهجي مَحْكِيَّةٌ غيرُ مُعْرَبَةٍ، لأنها أسماء ما يلفظ به، فهي كالأصوات، وكل حرف منها بعض اسم، ولا يستحق الاسمُ الإعرابَ إلا بعد كماله، وحكمها ما لم تُخْبِرْ عنها، ولم تَعْطِفْ بعضَها على بعض أن تكون ساكنةَ الأعجاز، موقوفةً كأسماء الأجمداد، فتقول: ألفْ، لامْ، ميمْ، كما تقول: واحدْ، اثنانْ، ثلاثةْ، فإن أخبرتَ عنها، أو عطفت بعضها على بعض أعربْتها، فقلت: هذه ألفٌ حسنةٌ، وكتبتُ ألفًا، وهذه ألفٌ وياءٌ وتاءٌ، وإنما أدركها الإعرابُ، لأنك أخرجتها من باب الحكاية.
وكل واحد منها اسم، فألفٌ: اسم يعبّرُ به عن الحرف الأوسط الذي في (قال) و (قام). ولام، وميم يعبر بهما عن الحرفين الأخيرين منهما، وكذلك سائر الحروف.
والدليل على أنها أسماءٌ: تصرفهم فيها بالإمالة والتفخيم، والتعريف والتنكير، والجمع والتصغير، والوصف والإسناد، والإضافة ونحوها مما للأسماء المتصرفة.
وأيضًا فإن الحرف ما دل على معنىً في غيره، وهذه الحروف تدل على معنىً في نفسها.
....................... خاوي المُخْتَرَقْ
وهو من شواهد الكتاب ٤/ ٢١٠، ومجاز القرآن ١/ ٣٨٠، وطبقات ابن سلام ٢/ ٧٦١، وجامع البيان في سورة الإسراء ١٥/ ٨٨، وجمهرة اللغة ٨/ ٤٠١ و ٦١٤، والخصائص ٢/ ٢٢٨، وفقه اللغة/ ٣٢٧/، ومقاييس اللغة ٢/ ١٧٢، والمقتصد ١/ ٧٥، والموشح/ ٢٨٠/، وابن يعيش ٢/ ١١٨، ومعنى قاتم الأعماق: أي مُغَبَّرُ النواحي. [حاشية (د)].