﴿وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾: الجملة في موضع الحال من الضمير في ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ﴾.
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾. (جميعًا): حال من الضمير في ﴿وَاعْتَصِمُوا﴾ أي: اعتصموا مجتمعين.
وحبل الله: القرآن، وأصل الحَبْلِ في اللغة: السبب، وسمي القرآن به؛ لأنه سبب النجاة.
﴿وَلَا تَفَرَّقُوا﴾: أصله تتفرقوا، فحذفت إحدى التاءين كراهة اجتماع المِثْلين في صدر الكلمة، وقد ذكرت نظيره فيما سلف من الكتاب (١).
وقوله: ﴿نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ النعمة: اليَدُ، والصَّنِيْعَةُ، والمِنَّةُ، وما أُنعم به على الإِنسان. ﴿عَلَيْكُمْ﴾: في موضع نصب على الحال من النعمة، ويجوز أن يكون من صلة النعمة، كقوله: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.
وقوله: ﴿إِذْ كُنْتُمْ﴾. (إذ): ظرف لما تعلق به ﴿عَلَيْكُمْ﴾ وهو الاستقرار على الوجه الأول، وللنعمة على الوجه الثاني. وقيل: هو ظرف لقوله: ﴿وَاذْكُرُوا﴾ (٢).
(٢) جوز أبو حيان وتلميذه النصب هنا، وحكياه عن الحوفي، لكن السمين ٣/ ٣٣٣ قال: منصوب على أنه مفعول به لا أنه ظرف له لفساد المعنى، إذ (اذكروا) مستقبل، و (إذ) ماض. قلت: كلام الطبري في التفسير ٤/ ٣٣ يرجح ما ذهب إليه المؤلف رحمه الله، قال الطبري: والصواب عندي أن قوله: (إذ كنتم) متصل بقوله: (واذكروا)، وتأويل ذلك: واذكروا أيها المؤمنون نعمة الله التي أنعم بها عليكم حين كنتم أعداء..