جُوِّز أن تكون نهاية صلته ﴿نَافَقُوا﴾، ويكون ﴿وَقِيلَ لَهُمْ﴾ كلامًا مبتدأ (١).
وقوله: ﴿قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا﴾ قيل: ﴿قَالُوا﴾ جواب لسؤال اقتضاه دعاء المؤمنين لهم إلى القتال، كأنه قيل: فماذا قالوا لهم؟، فقيل: قالوا لو نعلم، ولو كان ﴿قَالُوا﴾ جواب الأمر كما زعم بعضهم لكان فقالوا، بالفاء على ما يقتضيه نظم "المُعْجِزِ" وتقتضيه فصاحة الفصحاء.
وقوله: ﴿هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ﴾ (هم) مبتدأ، وخبره ﴿أَقْرَبُ﴾، و ﴿مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ﴾ من صلة الخبر. وأما ﴿لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ﴾ فمتعلقان بمحذوف دل عليه هذا الظاهر وهو ﴿أَقْرَبُ﴾. ولا يجوز أن يكونا من صلة هذا الظاهر كما زعم بعضهم (٢)، لأنَّ ما كانَ في صلة أَفْعَلَ لا يتقدم عليه، فاعرفه.
﴿يَقُولُونَ﴾ يحتمل أن يكون مستأنفًا، وأن يكون حالًا من المستكن في ﴿أَقْرَبُ﴾.
﴿الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٦٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ﴾، يَحْتَمِلُ موضعُ ﴿الَّذِين﴾ أن يكون رفعًا على إضمار: هم، أو على الإِبدال من واو ﴿يَكْتُمُونَ﴾ (٣)، أو على الابتداء وخبره ﴿قُلْ فَادْرَءُوا﴾ علي تقدير: قل لهم، وأن يكون نصبًا على الذم، أو على الرد على ﴿الَّذِينَ نَافَقُوا﴾ (٤)، وأن يكون جرًا على الإِبدال من
(٢) هو العكبري، انظر التبيان ١/ ٣٠٨.
(٣) من الآية السابقة.
(٤) من الآية السابقة أيضًا. وقوله: الرد على الذين.. يحتمل أن يكون صفة أو بدلًا من (الذين نافقوا)، انظر مشكل مكي ١/ ١٦٦. ولقد استوعب المؤلف رحمه الله أوجه إعراب هذه الكلمة، وتبعه في ذلك السمين في الدر المصون ٣/ ٤٧٩.