١١٨ - وكُنتُ كذِي رِجْلينِ رِجْلٍ صحيحةٍ ورجْلٍ رَمَى فيها الزَّمانُ فَشَلَّتِ (١)
بالجر فيهما على البدل من رِجْلين.
و: (فئةً تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةً) بالنصب (٢) على الاختصاص، أو على الحال من الضمير في قوله: ﴿الْتَقَتَا﴾، أي: التقتا مختلفتين (٣).
وقوله: ﴿تُقَاتِلُ﴾ في موضع الصفة لفئة على الأوجه الثلاثة.
وقيل: ﴿فِئَةٌ﴾ وما عطف عليها على قول من رفع بدَلٌ من الضمير في قوله: ﴿الْتَقَتَا﴾ (٤).
﴿يَرَوْنَهُمْ﴾: في موضع الصفة لـ ﴿وَأُخْرَى﴾ على الأوجه المذكورة على قراءة من قرأ بالياء النقط من تحته، فأما من قرأ بالتاء النقط من فوقه (٥)، فإنه في موضع الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: أنتم ترونهم. وقيل: في موضع نصب على الحال من الكاف والميم في ﴿لَكُمْ﴾ (٦).
﴿مِثْلَيْهِمْ﴾: نصب على الحال، لأن الرؤية هنا من رؤية العين، بشهادة قوله تعالى: ﴿رَأْيَ الْعَيْنِ﴾ يعني: رؤية ظاهرة مكشوفة لا لَبْسَ فيها مُعايَنَةً كسائر المعايَنات، وأيضًا فإن رؤية القلب عِلْمٌ، ومُحال أن يُعلَم الشيءُ شيئين، وإنما ذاك شيء يختص بالعَين (٧).
(١) البيت لكُثيّر عزة، وهو من شواهد سيبويه ١/ ٤٣٢ - ٤٣٣، والفراء ١/ ١٩٢، وأبي عبيدة ١/ ٨٧، والزجاج ١/ ٣٨١، والطبري ٣/ ١٩٤، وانظر خزانة الأدب ٥/ ٢١١.
(٢) نسب ابن عطية ٣/ ٣١ هذه القراءة إلى ابن أبي عبلة، وأضافها أبو حيان ٢/ ٣٩٤ إلى ابن السميفع أيضًا.
(٣) انظر في وجه النصب هذا وإعرابه: معاني الزجاج ١/ ٣٨٢، وإعراب النحاس ١/ ٣١٤.
(٤) كذا هذا القول في التبيان ١/ ٢٤٣ أيضًا.
(٥) قرأ المدنيان، ويعقوب: (ترونهم) بالتاء. وقرأ الباقون: (يرونهم) بالياء. انظر السبعة ٢٠١ - ٢٠٢، والحجة ٣/ ١٧، والمبسوط/ ١٦١/، والتذكرة ٢/ ٢٨٤.
(٦) هذا أول الوجهين عند مكي في المشكل ١/ ١٢٨، والوجه الثاني عنده: أنها في موضع رفع أو خفض على النّعت لأخرى. وانظر البيان ١/ ١٩٣، والتبيان ١/ ٢٤٣.
(٧) انظر التبيان ١/ ٢٤٤.


الصفحة التالية
Icon