و ﴿رَأْيَ الْعَيْنِ﴾: نصب على المصدر، وهو مصدر مُؤَكِّدٌ على ما ذكرت الآن.
وقرئ في غير المشهور: (يُرونهم) بالياء والتاء مضمومَ الأول على البناء للمفعول (١) من أُرِيَ (٢)، إذا دلَّه عليه غيره، أي: يريهم الله ذلك بقدرته. والضمير المنصوب في (ترونهم) يعود على الفئة الأخرى الكافرة، والمرفوع يعود على الكاف والميم في ﴿لَكُمْ﴾، هذا على قراءة من قرأ بالتاء، فأما من قرأ بالياء، فإنه يعود على الفئة المقاتلة في سبيل الله، وفيه خلاف.
وفي هذه الآية وجوه من الإِعراب والمعاني على قدر الاختلاف في رجوع الضمائر في قوله: ﴿يَرَوْنَهُمْ﴾، وقد أوضحت ذلك في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة، فأغنَى ذلك من الإِعادة هنا.
﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (١٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ﴾ الجَمُّ الغَفير على ضم الزاي وكسر الياء ورَفْعِ ﴿حُبُّ﴾ به على البناء للمفعول.
وقريء: (زَيَّن) بفتح الزاي والياء ونصب (حُبَّ) على تسمية الفاعل (٣).
واختلف في المُزَيِّن. قيل: هو الله تعالى للابتلاء، كقوله: {إنَّا
(٢) في (أ) و (ب): (رأى).
(٣) قراءة شاذة نسبت إلى مجاهد، والضحاك. انظر المحتسب ١/ ١٥٥، والكشاف ١/ ١٧٨، والمحرر الوجيز ٣/ ٣١، وفي زاد المسير ١/ ٣٥٨ أنها أيضًا لأبي رزين، وأبي رجاء، وابن محيصن.