دون (أن)، و (عن) جواز الوقف عليها في نحو قولك: إن أتيتني فأنا أكرمُكَ إذن، فلمّا جاز الوقف عليها جاز إبدال الألف من نونها كالمذكورَين وهما نون التوكيد ونون الصرف، ولما لم يجز الوقف على (أن)، و (عن) لم يجز إبدال الألف من نونهما، فاعرفه.
والنقِيرُ: النُقْرَةُ التي في ظهر النَّواة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره. وقيل: الحبة التي في بطن النواة. وقيل: النقير: ما نَقَرَ الرجل بإصبعه، كما يُنْقَرُ الدرهمُ، روي هذا الوجه عن ابن عباس - رضي الله عنه - أيضًا (١)، وهو مَثَلٌ في القِلة كالفتيل والقطمير، ومنه قول لبيد يَرثي أخاه أَرْبَدَ:
١٥٩ - وليسَ الناسُ بعدَكَ في نَقِير........................... (٢)
أي: ليسوا بعدك في شيء.
﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (٥٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ﴾ (أم) هنا أيضًا المنقطعة، أي: بل أيحسدون.. و ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾: يحتمل أن يكون متعلقًا بآتى، وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن تجعله حالًا من العائد المحذوف إلى ما، أي: على ما آتاهموه كائنًا من فضله.
﴿فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (٥٥)﴾
قوله عز وجل: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ﴾ (من) مبتدأ وخبره ﴿فَمِنْهُمْ﴾ و (من) يحتمل أن يكون موصولًا، وأن يكون موصوفًا.

(١) انظر تخريج هذه الأقوال في جامع البيان ٥/ ١٣٦ - ١٣٧، والنكت والعيون ١/ ٤٩٦.
(٢) وعجزه:
........................... ولا هُمْ غير أصداءٍ وهامِ
وانظره في مقاييس اللغة ٣/ ٣٤٠، والصحاح (نقر).


الصفحة التالية
Icon