نصب بفعل مضمر، أي: كيف يصنعون، وكيف تكون حالهم (١)، والعامل في (إذا) هو العامل في (كيف).
وقوله: ﴿يَحْلِفُونَ﴾ في موضع نصب على الحال من الفاعل في ﴿جَاءُوكَ﴾.
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (٦٣)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿فِي أَنْفُسِهِمْ﴾ متعلق بـ ﴿قُلْ﴾، وكذا ﴿لَهُمْ﴾ وفيه وجهان:
أحدهما: قل لهم في معنى أنفسهم الخبيثة، وقلوبهم المطوية على النفاق قولًا بليغًا.
والثاني: قل لهم في أنفسهم خاليًا بهم ليس معهم غيرُهم مسارًّا لهم بالنصيحة قولًا بليغًا يَبْلُغُ منهم ويؤثر فيهم. والقول البليغ: ما يُفهَم منه غاية المقصود.
وقيل: هو متعلق بقوله: ﴿بَلِيغًا﴾ (٢)، وهو جيد من جهة المعنى لكن رديء من جهة الإعراب؛ لأنَّ الصفة لا تعمل فيما قبلها (٣).
و﴿قَوْلًا﴾: يحتمل أن يكون مصدر قوله: ﴿قُلْ﴾، وأن يكون مفعوله على أنَّ تجعله بمعنى الكلام، أي: وقل لهم كلامًا بليغًا.
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (٦٤)﴾:
(٢) قاله الزمخشري ١/ ٢٧٦.
(٣) كذا أيضًا في التبيان ١/ ٣٦٨.