قوله تعالى: ﴿تُؤْتِي الْمُلْكَ﴾ اختلف فيه، وفيما عطف عليه، فقيل: في موضع نصب على الحال من المستكن في المنادى، وقيل: مستأنف، وقيل: خبر مبتدأ محذوف، أي: أنت تؤتي، والتقدير: تؤتي الملك من تشاء أن تؤتيه، وتنزع الملك ممن تشاء أن تنزعه، فحُذف لحصول العلم به، كما تقول: خذ ما شئت واترك ما شئت.
﴿بِيَدِكَ الْخَيْرُ﴾: حكمها حكم ما قبلها، وكذا ﴿تُولِجُ اللَّيْل﴾ وما عطف عليها حكمها حكم ما قبلها من الجمل.
قوله: ﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ في موضع نصب على الحال من المستكن في ﴿تَشَاءُ﴾، أي: تشاء غيرَ محاسبٍ له، أو غيرَ مُضَيقٍ عليه، أو مِن مفعوله المحذوف أي: تشاؤه غير محاسب.
﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (٢٨) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ في موضع الصفة لأولياء.
وقوله: ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ في موضع نصب على الحال لتقدمه على الموصوف وهو ﴿فِي شَيْءٍ﴾، والتقدير: فليس في شيء من دِين الله. ولك أن تجعل ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ خبر ليس، و ﴿فِي شَيْءٍ﴾: في موضع نصب على الحال من الضمير الذي في الخبر.
قوله تعالى: ﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا﴾ (أن تتقوا): في موضع نصب لكونه مفعولًا له، أي: إلَّا للاتقاء، أو مخافة الاتقاء.
﴿تُقَاةً﴾: مصدر بمعنى المُتَّقَى، كضَرْبِ الأميرِ لمضروبه، ولك أن


الصفحة التالية
Icon