١٨٠ - لأُمِّكَ ويلَةٌ وعليكَ أُخْرَى فلا شاةٌ تُنيلُ ولا بعير (١)
وكفاك دليلًا: ﴿يَاوَيْلَتَا﴾، ونوديت كما يُنادَى العَجَبُ والحسرة، أي: يا ويلةً احضري فهذا إبَّانُكِ (٢).
﴿أَنْ أَكُونَ﴾: أي: عن أن أكون.
﴿فَأُوَارِيَ﴾: عطف على ﴿أَنْ أَكُونَ﴾، وقيل: هو منصوب على جواب الاستفهام (٣)، ورُدَّ ذلك، إذ ليس المعنى: أَيكونُ مني عَجْزٌ فمواراةٌ، ألا ترى أنك إذا قلت: أين بيتك أزورك؟ كان معناه: لو عرفت بيتك لزرتك، وليس المعنى هنا: لو عجزت لواريت (٤).
والجمهور على نصب ياء (فأواريَ) لما ذكرت آنفًا، وقرئ: (فأواريْ) بإسكانها (٥) على: فأنا أواري، أو على التسكين في موضع النصب للتخفيف، وله نظائر في التنزيل.
{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا
(١) البيت هكذا في معجم الشعراء/ ٣٦٤/، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٤/ ١٦٣٧، والصحاح (ويل)، ومعنى الشطر الثاني كما في المرزوقي: لا يرجى من جهتك شاة ولا ما فوقها. وفي الأصل (تثيل).
(٢) ذكر ابن عطية ٥/ ٨٣ هذه الجملة مفسرة فقال: ونداء الويلة هو على معنى: احضري فهذا أوانك.
(٣) قاله النحاس ١/ ٤٩٤ بعد الأول، واقتصر عليه الزمخشري ١/ ٣٣٤.
(٤) كذا هذا الرد في التبيان ١/ ٤٣٣. والعبارة في (أ) و (ط): إذ ليس المعنى (أن يكون).
(٥) قراءة شاذة نسبها ابن جني ١/ ٢٠٩ إلى طلحة بن سليمان، ونسبها ابن عطية ٥/ ٨٢ إلى طلحة بن مصرف، والفياض بن غزوان. قلت: لا تعارض، لأن طلحة بن سليمان روى الحروف عن الفياض بن غزوان، وهذا أخذ القراءة عن طلحة بن مصرف. انظر غاية النهاية ١/ ٣٤١.


الصفحة التالية
Icon