لله تعالى، بمعنى: وضمها إليه وجعله كافلًا لها وضامنًا لمصالحها، تعضده قراءة من قرأ: (وأَكْفَلَها)، وهو أُبَيٌّ - رضي الله عنه - (١).
وهمزة زكرياء للتأنيث، وفيه أربع لغات: زكرياء بالمد. وزكريا بالقصر غير منون في المد والقصر، لأن ألفه ألف تأنيث. والثالثه: زَكَرِيٌّ بياء مشددة مع التنوين من غير ألف، لأنه خرج بياءَيِ النسب إلى شبه العربي، كما خرج مدائني بهما إلى شبه الواحد فانصرف لذلك. والرابعة: زَكَرٍ بمنزلة غَمٍ وشَجٍ، فتقول على هذا: رأيت زَكَرِيًّا، كما تقول: رأيت عَمِيًا وشجِيًا (٢).
وعن أبي حاتم: زَكَرِيُّ بلا صَرْفٍ، لأنه أعجمي. وخطِّيء، لأن ما فيه ياء مثل هذا منصرف بلا خلاف (٣).
وقوله: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ﴾، (كلما): ظرف زمان وفيه معنى الشرط، والعامل فيه ﴿وَجَدَ﴾. وقيل: (ما) مصدرية والوقت مضمر، والتقدير: كل وقت دخول.
﴿الْمِحْرَابَ﴾: مفعول ﴿دَخَلَ﴾، وأصله أن يأتي مع الجار وهو: في أو إلى، إلَّا أنه اتُّسِعَ فيه فحُذف الجار فتعدى بنفسه، فقيل: دخلت البيت، وفيه كلام لا يليق ذكره ها هنا (٤).
﴿عِنْدَهَا﴾، ظرف لـ ﴿وَجَدَ﴾، ولك أن تجعله حالًا لتقدمه على الموصوف وهو ﴿رِزْقًا﴾.

(١) انظر قراءته في الكشف ١/ ٣٤١، والكشاف ١/ ١٨٧، والمحرر الوجيز ٣/ ٦٧.
(٢) انظر في لغات (زكريا) أيضًا: إعراب النحاس ١/ ٣٢٦ - ٣٢٧، وحجة الفارسي ٣/ ٣٤ - ٣٦، و (زكرياء) بالمد قراءة صحيحة لأكثر العشرة.
(٣) النقل عن أبي حاتم وتخطئته، في إعراب النحاس ١/ ٣٢٧.
(٤) رجح السمين الحلبي ٣/ ١٤٤ كون (المحراب) ظرفًا ونسبه إلى سيبويه، وانظر كتاب سيبويه ١/ ٣٥ فكلامه يحتمل الوجهين.


الصفحة التالية
Icon