أحدها: مضمر دلت عليه الحال، كأنه قيل: فيرى رائيهم.
والثاني: اسم الله جل ذكره.
والثالث: ﴿الَّذِينَ﴾.
والمعنى: يرون أن يسارعوا، ثم حذف (أن) فارتفع الفعل، فـ ﴿الَّذِينَ﴾ على هذا الوجه في موضع رفع، وعلى الأوجه المذكورة في موضع نصب.
[ومعنى يسارعون فيهم: أي في موالاة اليهود ومصانعتهم على ما فسر] (١).
وقوله: ﴿يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾ (يقولون) في موضع الحال من الضمير في ﴿يُسَارِعُونَ﴾، والدائرة: واحدة الدوائر من دوائر الزمان، أي: صَرْفٌ من صروفه، ودولة من قوله، وهي صفة غالبة لا يكاد يذكر معها الموصوف.
وقوله: ﴿فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ﴾ موضع ﴿أَنْ يَأْتِيَ﴾ نصب بخبر عسى، ولو قُدِّمَتْ على اسم عسى لكان في موضع رفع بعسى (٢).
وقيل: موضعه رفع على البدل من اسم الله تعالى، وهو بدل الاشتمال (٣).
و﴿مِنْ عِنْدِهِ﴾: في موضع جر على النعت لأمر. ﴿فَيُصْبِحُوا﴾: عطف على ﴿أَنْ يَأْتِيَ﴾.
﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (٥٣)﴾:

(١) كذا فسره الإمام الطبري ٦/ ٢٧٩. وما بين المعكوفتين ساقط من (ب) و (د) و (ط).
(٢) قال مكي ١/ ٢٣٢: وتسد مسد خبر عسى.
(٣) انظر أيضًا التبيان ١/ ٤٤٤.


الصفحة التالية
Icon