المؤمنين، وأهل جفاء وغلظة على الكافرين. أو على المدح وإن كان نكرة كقوله:
١٨٣ -.................... وشُعْثًا مَراضِيعَ مثلَ السَّعالي (١)
فنصب (شعثًا) على المدح وهو نكرة كما ترى.
وقوله: ﴿يُجَاهِدُونَ﴾ نعت لهم أيضًا بعد نعت، ولذلك أتى بغير العاطف، كما أتى ﴿أَذِلَّةٍ و {أَعِزَّةٍ﴾. ولك أن تجعله حالًا من المستكن في ﴿أَعِزَّةٍ﴾، أي: يعزونهم مجاهدين.
وقوله: ﴿وَلَا يَخَافُونَ﴾ عطف على ﴿يُجَاهِدُونَ﴾، وحكمه في الإِعراب حكمه.
واللومة: المرة من اللوم، واللومُ العَذْلُ، تقول: لامه على كذا لومًا ولومة، فهو لائم. وذاك مَلُوم.
وقوله: ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ﴾ مبتدأ وخبر، والإِشارة في ﴿ذَلِكَ﴾ إلى ما وُصِف به القوم من المحبة، والذلة، والعزة، والمجاهدة، وانتفاء خوف اللومة.
وقوله: ﴿يُؤْتِيهِ﴾ يحتمل أن يكون خبرًا بعد خبر، وأن يكون حالًا.
﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ﴾ ابتداء وخبر، وما بعده عطف على الخبر.
ومعنى ﴿إِنَّمَا﴾ وجوب اختصاصهم بالموالاة، قيل: فإن قيل: قد

(١) تقدم تخريج هذا الشاهد تحت رقم (١١٩).


الصفحة التالية
Icon