ذُكرتْ جماعة، فهلا قيل: إنما أولياؤكم، فالجواب: أن أصل الكلام ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ﴾ فجعلت الوِلاية لله على طريق الأصالة، ثم نُظِمَ في سلك إثباتها له إثباتُها لرسول الله - ﷺ - والمؤمنين على سبيل التبع، ولو قيل: إنما أولياؤكم الله ورسوله والذين آمنوا، لم يكن في الكلام أصل وتبع (١).
وقوله: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ يحتمل أن يكون في موضع رفع على البدل من ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، وأن يكون في موضع نصب على المدح.
وقوله: ﴿وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ في موضع نصب على الحال من الضمير في (يؤتون)، بمعنى: يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة.
﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ﴾ (مَن) شرطية في موضع رفع بالابتداء، والخبر فعل الشرط والجزاء على إقامة الظاهر مقام المضمر، كأنه قيل: فإنهم هم الغالبون. قيل: وإنما عُدل عن المضمر إلى الظاهر إعلامًا لهم بأنهم حزب الله، أي جندْه، وحزب الرجل أصحابه، يقال: تحَزَّبَ القوم، إذا اجتمعوا، وأصل الحزب: القوم يجتمعون لأمرٍ حَزَبَهم (٢)، والأحزاب: الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧)﴾:
قوله عز وجل: (وَالكُفَّارِ) قرئ: بالجر عطفًا على ﴿الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾، أي: من الذين ومن الكفار، وبالنصب (٣)، عطفًا على {الَّذِينَ
(٢) انظر المصدر السابق أيضًا.
(٣) هذه قراءة أكثر العشرة، وقرأ البصريان، والكسائي بالجر، انظر السبعة/ ٢٤٥/ والحجة =