وقوله: ﴿وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ﴾ قد جوز أن يكون محل قوله: ﴿وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ﴾ نصبًا إِمّا عطفًا على المنصوب وهو ﴿أَنْ آمَنَّا﴾ [بمعنى: وما تكرهون منا إلا إيماننا وفسقكم، أي الجمع بين إيماننا وبين مكركم وخروجكم عن الإيمان، كأنه قيل: وما تكرهون منا إلا مخالفة ما بيننا وهو دخولنا في الإسلام وخروجكم عنه، وليس هذا مما يُنقَم ويُنكَر] (١). أو بفعل محذوف يدل عليه ﴿هَلْ تَنْقِمُونَ﴾، أي: ولا تنقمون أن أكثرهم فاسقون.
وأن يكون جرًا عطفًا على المجرور، أي: وما تكرهون منا إلّا إيماننا بالله وبما أنزل، وبأن أكثركم فاسقون.
وأن يكون رفعًا على الابتداء والخبر محذوف، أي: وفِسقُكم ثابت معلوم عندكم؛ لأنكم علمتم أنَّا على الحق وأنكم على الباطل، إلّا أن حب الرياسة وكسب الأموال لا يدعكم فتنصفوا.
وأن تكون الواو بمعنى مع، أي: وما تكرهون منا إلّا الإِيمان مع أنكم فاسقون.
وأن يكون تعليلًا معطوفًا على تعليل، كأنه قيل: وما تنقمون منا إلّا الإِيمان لقلة إنصافكم وفسقكم واتباعكم الشهوات، ويدل عليه تفسير الحسن: بفسقكم نقمتم ذلك علينا (٢).
والجمهور على فتح الهمزة، ووجهه ما ذكر، وقرئ: (وإن أكثركم) بكسرها (٣) على القطع والاستئناف.
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ
(٢) انظر تفسير الحسن رحمه الله في الكشاف ١/ ٣٤٨، والمحرر الوجيز ٥/ ١٣٩.
(٣) قراءة شاذة نسبت إلى نعيم بن ميسرة. انظر مختصر الشواذ / ٣٣/، والكشاف ١/ ٣٤٨، والبحر ٣/ ٥١٦.