﴿يَحْيَى﴾: فيه وجهان:
أحدهما: أنه أعجمي والمانع له من الصمرف العجمة والتعريف.
والثاني: أنه عربي، والمانع له من الصرف التعريف ووزن الفعل.
﴿مُصَدِّقًا﴾: حال منه، وكذا ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا﴾ على حد: معه صقر صائدًا به غدًا، وكذلك ﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ في موضع حال منه، أي: ناشئًا منهم، كائنًا من جملتهم.
والسيد: الذي يَسُود قومه، أي: يفوقهم في الشرف وغيره.
والحَصُور: الذي لا يأتي النساء حصرًا لنفسه، أي: منعًا لها من الشهوات. وقيل: هو الذي لا يدخل مع القوم في الميسر (١)، ويقال للذي يكتم سره: حَصُورٌ، لأنه يمنعه من الظهور (٢).
وأصل حصر: الحبس والمنع، ومنه الحصير، لأنه يَحْصُرُ من جلس عليه، ومنه سمي السجن حَصيرًا، وجهنم حصيرًا، ومنه حَصْرُ العدو، وإحصار المرض.
﴿قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (٤٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ﴾ (غلامٌ): اسم ﴿يَكُونُ﴾ و ﴿لِي﴾: الخبر، ولك أن تجعلها تامة، فيرتفع غلام بها على الفاعلية، و ﴿لِي﴾ على هذا متعلق بها أو بمحذوف، على أن تجعله في موضع نصب على الحال، على تقدير جَعْلِه وصفًا للغلام، فلما قُدِّم عليه نصب على الحال منه.
﴿وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ﴾: في موضع نصب على الحال، وعاملها ﴿بَلَغَنِيَ﴾.

(١) الكشاف ١/ ١٨٨.
(٢) معاني الزجاج ١/ ٤٠٧، والصحاح (حصر).


الصفحة التالية
Icon