للفاعل (١)، وهو ضمير الأشياء، وكلتا القراءتين متقاربة في المعنى؛ لأنها إذا أُبْدِيَتْ بَدَتْ.
وقوله: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْهَا﴾ الضمير في قوله: ﴿عَنْهَا﴾ للمسألة التي سلفت منهم، أي: عفا الله عما سلف من مسألتكم فلا تعودوا إلى مِثلها. وقيل: للأشياء التي سألوا عنها (٢).
فإن قلت: ما محل قوله: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْهَا﴾؟ قلت: قيل: فيه وجهان:
أحدهما: مستأنف.
والثاني: محله الجر على النعت لأشياء، والنية به التقديم، أي: عن أشياء قد عُفِيَ لكم عنها.
﴿قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (١٠٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ﴾ الضمير في ﴿قَدْ سَأَلَهَا﴾ للمسألة التي دل عليها ﴿لَا تَسْأَلُوا﴾ (٣)، أي: قد سأل هذه المسألة قوم من الأولين، ولو كان الضمير في (سألها) للأشياء كما زعم بعضهم لقيل: قد سأل عنها، كما قيل: ﴿لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ﴾ (٤).
فإن قلت: ما معنى قوله: ﴿وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ﴾؟ (٥)
(٢) القولان عند الماوردي ٢/ ٧١، وابن الجوزي ٢/ ٤٣٥.
(٣) من الآية السابقة.
(٤) من الآية السابقة أيضًا، وانظر الكشاف ١/ ٣٦٧ - ٣٦٨.
(٥) من الآية السابقة.