قوله عز وجل: ﴿وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ﴾ قرئ: بلامين ورفع الآخرة (١) على الوصف. وقرئ: (ولدارُ الآخرةِ) بلام واحدة وجر الآخرة (٢) على الإِضافة، والموصوف محذوف، أي: ولدار الحياة الآخرة، ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مُقامه، وخبر المبتدأ الذي هو الدار في كلتا القراءتين: ﴿خَيْرٌ﴾.
﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٣٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ﴾ في ﴿قَدْ﴾ هنا ثلاثة أوجه:
أحدهما: بمعنى التقريب.
والثاني: بمعنى التوقع.
والثالث: بمعنى التقليل (٣). والمعنى: قد علمنا ذلك.
والضمير في ﴿إِنَّهُ﴾: ضمير الشأن، قيل: و ﴿الَّذِي يَقُولُونَ﴾ هو قولهم: ساحر كذاب (٤).
وقوله: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ﴾ قرئ بفتح الكاف وتشديد الذال (٥)، من
(٢) قرأ بها ابن عامر وحده من العشرة. انظرها مع التي قبلها في السبعة/٢٥٦/، والحجة ٣/ ٣٠٠، والمبسوط / ١٩٣/، والتذكرة ٢/ ٣٢٣.
(٣) اقتصر الزمخشري على معنى آخر لـ (قد) لم يذكره المؤلف وهو التكثير، قال: (قد) بمعنى ربما الذي يجيء لزيادة الفعل وكثرته.
(٤) كذا في الكشاف ٢/ ١٠. وعن الحسن: كانوا يقولون: إنه ساحر، وشاعر، وكاهن، ومجنون. انظر التفسير الكبير ١٢/ ١٦٨. وقال ابن عطية ٦/ ٣٩: و (الذي يقولون) لفظ يعم جميع أقوالهم التي تتضمن الرد على النبي - ﷺ - والدفع في صدق نبوته كقول بعضهم: إنه كذاب، مفتر، ساحر....
(٥) هذه قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج.