و ﴿الْفُرْقَانَ﴾: (فعلان) من الفرق، سمي بذلك لأنه يفرق بين الحق والباطل.
﴿هُدًى﴾: في موضع نصب على الحال من ﴿التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾، أي: أنزلهما هاديين، أو ذَوَيْ هُدًى، [وقيل: فيه تقديم وتأخير، والتقدير: وأنزل التوراة والإِنجيل من قبل وأنزل الفرقان هدى للناس، فيكون ﴿هُدًى﴾ حالًا من الجميع، أي: ذَوِي هُدًى، (١) وإنما لم يُثَنَّ لأنه مصدر، ولا يظهر فيه إعراب لكونه مقصورًا، وقد مضى الكلام عليه في أول سورة البقرة بأشبع ما يكون (٢).
وقوله: ﴿لِلنَّاسِ﴾ يحتمل أن يكون متعلقًا بهدى، وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن يكون في موضع الصفة لهدى.
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ في موضع الصفة لشيء، ولك أن تعلقه بقوله: ﴿لَا يَخْفَى﴾.
﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فِي الْأَرْحَامِ﴾ متعلق بقوله: ﴿يُصَوِّرُكُمْ﴾، وقد جوز أن يكون متعلقًا بمحذوف على أن يكون في موضع نصب على الحال من الكاف والميم، أي: يصوركم وأنتم في الأرحام مُضَغٌ (٣).
﴿كَيْفَ يَشَاءُ﴾: يشاء في موضع نصب على الحال من المستكن في ﴿يُصَوِّرُكُمْ﴾، أي: يصوركم في الأرحام قادرًا على تصويركم مالكًا
(٢) انظر إعراب الآية الثانية منها.
(٣) التبيان ١/ ٢٣٧.