بكر محمد بن الحسن (١) عن أبي العباس أحمد بن يحيى في أماليه من قول بعضهم:
١٦٨ - * مِثْلَ القَتَالَى في الهَشِيمِ البَالِي (٢) *
فهذا تكسير قتيل على قتلى، ثم قتلى على قتالى، انتهى كلامه (٣).
قوله عز وجل: ﴿وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾ يحتمل أن يكون عطفًا على ﴿لَا تُؤْتُونَهُنَّ﴾ عطف جملة على جملة، أي: ولا ترغبون، وأن يكون حالًا من الفاعل في ﴿لَا تُؤْتُونَهُنَّ﴾ أي: وأنتم ترغبون في أن تنكحوهن لجمالهن أو رغبة في مالهن، وعن أن تنكحوهن لدمامتهن، على ما فسر (٤)، ثم حذف الجار فتعدى الفعل، فـ (أن) في موضع نصب لعدم الجار، أو جر على إرادته على الخلاف المشهور، وقد ذكر في غير موضع.
وقوله: ﴿وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾ مجرور بالعطف على ﴿يَتَامَى النِّسَاءِ﴾ أي: يُفتيكم في يتامى النساء وفي المستضعفين.
و﴿وَأَنْ تَقُومُوا﴾: مجرور أيضًا كالمستضعفين، أي: وفي أن تقوموا، وقد جوز أن يكون منصوبًا بمعنى: ويأمركم أن تقوموا، وأن يكون مرفوعًا على الابتداء والخبر محذوف، أي: وأن تقوموا لليتامى بالقسط خير لكم، والوجه هو الأول.
(٢) رجز لمنظور بن مرثد، وقبله:
* فظل لحمًا ترب الأوصال *
وهو هكذا في المحتسب ١/ ٢٠١. وأنشده ابن سيده في المخصص ٦/ ١١٣ هكذا:
* بين القتالى كالهشيم البالي *
وفي اللسان (قتل): وسط القتالى...
(٣) المحتسب ١/ ٢٠١.
(٤) انظر جامع البيان ٥/ ٣٠٠.