جمعت على مفاعل فالوجه تصريح (١) الياء ردًّا إلى أصلها، ولا يجوز فيه الهمز، كما جاز في صحائف، لأجل أن ياء صحيفة أشبهت (٢) ألف رسالة من حيث إنها مَدَّةٌ عاريةٌ من تقدير الحركة كالألف، فهمزت لذلك.
وياء معيشة كما ذكرت آنفًا أصلية متحركة في التقدير، وإذا كانت أصلية مستحقة الحركة في الأصل لم تشبه ألف رسالة، بل كانت كالحرف الصحيح، ولذلك قالوا: مَقاوم في مقامة، ولم يقولوا: مقائم كعجائز، فاعرفه.
وقد روي عن نافع وغيره همزها (٣) تشبيهًا للأصلي بالزائد نظرًا إلى اللفظ دون الأصل، وقد همزت العرب مصائب، وأصلها مصاوب.
ومعيشة عند الخليل وصاحب الكتاب يجوز أن تكون مفعِلة ومفعُلة (٤)، وعند أبي الحسن هي مفعلة ليس إلَّا (٥).
والمعيشة: ما يعاش به من المطاعم والمشارب وغيرهما، وقيل: هي ما يتوصل به إلى ذلك (٦).
وقوله: ﴿قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ القول فيه كالقول في قوله: ﴿قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ (٧).
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (١١)﴾:
(٢) في (أ) و (ط): أتبعت.
(٣) يعني (معائش) والقراء العشرة كلهم على الأولى غير نافع في رواية خارجة فقط. كما نسبت إلى الأعرج. انظر السبعة / ٢٧٨/. والحجة ٤/ ٦ - ٧. والمبسوط / ٢٠٧/. والطبري ٨/ ١٢٥. وإعراب النحاس ١/ ٦٠٠.
(٤) كتاب سيبويه ٤/ ٣٤٩.
(٥) كذا في القرطبي ٧/ ١٦٧ عن الأخفش وكثير من النحويين. قلت: وهو قول الفراء ١/ ٣٧٣.
(٦) القولان في معاني النحاس ٣/ ١١. والنكت والعيون ٢/ ٢٠٢. والكشاف ٢/ ٥٤.
(٧) من الآية الثالثة المتقدمة في هذه السورة.