ونثرهم، أو بمعنى: متتابعين، أو بمعنى متبعين، وكلا مفعوليه محذوف، أي: متبعين أنفسهم المؤمنين أو ملائكة آخرين.
وموضع ﴿مُرْدِفِينَ﴾ جر على النعت لألفٍ، أو لآلُفٍ.
ووجه من فتح الدال: أنه بنى الفعل للمفعول وأسنده إلى المستكن فيه، بمعنى: أردف الله المؤمنين بهم، ومحله الجر أيضًا على النعت، أو النصب على الحال من الضمير المنصوب في ﴿مُمِدُّكُمْ﴾.
فإن قلت: الضمير مجرور بإضافة (ممد) إليها، فكيف قلت: أو النصب من الضمير المنصوب؟ قلت: هو مجرور في اللفظ منصوب في المعنى؛ لأن اسم الفاعل بمعنى الاستقبال، كقوله: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ (١).
وقرئ: (مُرُدِّفين) بكسر الراء وضمها وتشديد الدال (٢)، وأصله: مرتدفين، فأدغمت التاء في الدال بعد حذف حركتها وقلبها دالًا ليصح إدغامها فيها، فالتقى ساكنان: الراء والتاء، فحركت الراء بالكسر على الأصل في التقاء الساكنين، أو على إتباعها لكسرة الدال، وبالضم على الإِتباع لضمة الميم.
ويجوز لك فتح الراء على أن تُلقِي فتحة التاء على الراء. وكسر الميم والراء على إتباعها لكسرة الراء.
وقد جوز أن يكون فتح الراء من ردَّف يردَّفُ فهو مُردِّفٌ بتضعيف العين إما للتكثير، أو للتعدية كفرَّحتُه وأفرحتُهُ، والراء في الجميع مفتوحة، أعني في الماضي والمضارع واسم الفاعل.
(٢) وروي بفتح الراء أيضًا، فتكون مثلثة الحركة على هذه القراءة، ونسبوها إلى أهل مكة.
انظر سيبويه ٤/ ٤٤٤. وإعراب النحاس ١/ ٦٦٧. والمحتسب ١/ ٢٧٣. والمحرر الوجيز ٨/ ٢٠. والتبيان ٢/ ٦١٧.