قولك: يحيي، ولأن المستقبل لا يدغم؛ لأن حركته غير لازمة لزوالها في حال الرفع، وذهابها مع الياء في الجزم، فحمل الماضي عليه، وأيضًا فإن حركة الياء تزول عند اتصال الياء بالضمير، فصارت بمنزلة حركة الإعراب لذلك.
والعين واللام منه مثلان، وليس اللام منه بدلًا من واو، فأما الحيوان فالواو فيه بدل من الياء، وأما قولهم: الحوَّاء في صاحب الحيات، فليس من لفظ الحية، بل من حَوَى يحوي، إذا جَمَعَ، لجمعه لها في جونه وأوعيته.
وقوله: ﴿عَنْ بَيِّنَةٍ﴾ وفي الموضعين من صلة الفعل الأول دون الثاني، وهو ليهلك ويحيي.
﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٤٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا﴾ موضع ﴿إِذْ﴾ يحتمل أن يكون نصبًا بإضمار اذكر، وأن يكون من صلة ﴿عَلِيمٌ﴾ (١)، وأن - يكون بدلًا ثانيًا من: ﴿يَوْمَ الْفُرْقَانِ﴾ (٢)، والضميران: مفعولان للإِراءة، بمعنى: إذ يبصرك إياهم.
و﴿قَلِيلًا﴾: نصب على الحال من الهاء والميم؛ لأن الفعل قد استوفى مفعوليه.
وقوله: ﴿فِي مَنَامِكَ﴾ فيه وجهان:
أحدهما: في رؤياك، وذلك أن الله عز وجل أراهم إياه في رؤياه قليلًا، فأخبر بذلك أصحابه ليكون ذلك تثبيتًا لهم وتشجيعًا على عدوهم.
والثاني: في عينك؛ لأنها موضع النوم، كما قيل للقطيفة: المنامة؛ لأنه يُنام فيها، قال الشاعر:

(١) آخر الآية السابقة.
(٢) من الآية (٤١).


الصفحة التالية
Icon