وينكِصُ نكُوصًا فِيهما، إذا رجع خوفًا مما يرى.
﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ﴾ أي: اذكر إذ يقول، أو: اذكر ذلك إذ يقول، فيكون ظرفًا له لا مفعولًا به كالوجه الأول، ويحتمل أن يكون ظرفًا و ﴿زَيَّنَ﴾ (١)
﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (٥٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى﴾ أي: ولو عاينت وشاهدت، وإنما فسر المضارع بالماضي لأن الو) تردّ المضارع إلى معنى الماضي، كما تردّ (إن) الماضي إلى معنى الاستقبال، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب، وجواب لو محذوف، أي: لرأيت أمرًا عظيمًا، أو عقابًا شديدًا، وما أشبه هذا مما يدل على الإِبعاد، و (إذ) ظرف لـ ﴿تَرَى﴾
وقرئ: (يَتَوفَّى) بالياء النقط من تحته (٢)، وهو مسند إلى الملائكة، وذُكِّر للحائل، أو لأن تأنيث الملائكة غير حقيقي.
و﴿يَضْرِبُونَ﴾: حال منهم، أو من ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ لأجل الذكر العائد عليهم، أو إلى المستكن فيه، وهو لله جل ذكره.
و﴿الْمَلَائِكَةُ﴾ مرفوعة با لابتداء، والخبر ﴿يَضْرِبُونَ﴾، والجملة في محل النصب على الحال من ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، وأغنى الضمير عن الواو.
(٢) هذه قراءة الجمهور عدا ابن عامر كما سيأتي.