الشرط معنًى، كما تقول: إن تأتني أحسن إليك وأعطي فلانًا دينارًا، فتجزم الأول على جواب الشرط، وتنصب الثاني على إضمار أن.
والمعنى: إن تأتني أجمع بين الإِحسان إليك والإِعطاء لفلان.
﴿وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ﴾ الجمهور على رفع ﴿وَيَتُوبُ﴾ على القطع مما قبله والاستئناف، وهو الوجه؛ لأن توبته سبحانه على من يشاء ليست مسببة عن قتالهم لهم؛ لأن الله تعالى يتوب على من يشاء قاتل أو لم يقاتل.
وقرئ بالنصب (١) بإضمار أن، والتوبة داخلة في جملة ما أجيب به الأمر من جهة المعنى، أي: إن تقاتلوهم يجمع الله بين تعذيبهم بأيديكم وإذلالهم، وشفاء صدور طائفة من المؤمنين منهم، وإذهاب غيظ قلوبكم، والتوبة على من يشاء.
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ﴾ (أم) هنا منقطعة والهمزة فيها معنى التوبيخ على وجود الحسبان.
﴿أَنْ تُتْرَكُوا﴾ أن وما اتصل بها سدت مسد مفعولي الحسبان على المذهب المنصور.
وقوله: ﴿وَلَمَّا﴾ معناها التوقع.
وقوله: ﴿وَلَمْ يَتَّخِذُوا﴾ عطف على ﴿جَاهَدُوا﴾ داخل في حيز الصلة،