خفيًّا يكرره، ومنه: وَسْوَسَ الْحَلْيُ، وهو فِعْلٌ غير متعد، كولولت المرأة، ووَعْوَعَ الذئبُ، ورجل موسوِس بكسر الواو، ولا يقال: موسوَس بالفتح، ولكن موسوَسٌ له، وموسوَسٌ إليه، وهو الذي تُلقى إليه الوسوسة، يقال: وسوس إليه وله وسوسةً ووِسواسًا بكسر الواو.
وأما الوَسواس بالفتح، فهو الاسم كالزِّلزال والزَّلزال.
ومعنى وسوس إليه: ألقى الوسوسة إليه. ووسوس له: فعلها لأجله.
وقوله: ﴿لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ﴾ اللام من صلة وسوس. و ﴿مَا﴾ موصول في موضع نصب بيبدي، أي: ليظهر لهما ما ستر عنهما من فروجهما، من المواراة، وهو جعل الشيء وراء ما يستره، يقال: واريت الشيء: إذا أخفيته وسترته، ومنه قوله: ﴿يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ﴾ (١). وتوارَى هو، أي: استتر.
وسمي الفرج سوءة؛ لأن إظهاره يسوء صاحبه، قيل: وفي هذا دليل على أن كشف العورة من عظائم الأمور، وأنه لم يزل مستهجنًا في الطباع مستقبحًا في العقول (٢).
فإن قلت: إذا اجتمع في أول كلمة واوان قلبت الأولى منهما همزة البتة، نحو: أُوَيْصِلٌ، في تحقير واصل، فما بالُها في ووري لم تقلب؟.
قلت: لأن الواو في ووري لم يقصد الإِتيان به، وإنما قصد الضم فقط، لأجل أن الضم علم بناء الفعل للمفعول به، والواو جاء اتفاقًا من حيث إن الألف في وارى لا تستقر بعد الضمة، وإذا كان كذلك صار الألف كأنه في تقدير الثبات، وإذا كان الواو منقلبًا عن الألف وباقيًا على صفته في مصاحبة المد أجري مجراه فلم يعد واوًا، فصار كأنه لم يجتمع واوان، فلذلك لم تقلب، فاعرفه فإنه من كلام المحققين من أصحابنا، وقد جاء في
(٢) قالها الزمخشري: ٢/ ٥٧.