بمعنى: ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدته، فحذف تاء التأنيث وجعل هاء الضمير كالعوض منها.
وقرئ: (عِدَّةً) بكسر العين بغير إضافة (١)، و (عِدَّهُ) بحذف التاء والإِضافة (٢) على ما ذكرت آنفًا، وأما كسر العين فلعله لغيّة بمعنى الضم.
وقوله: ﴿وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ﴾ قيل: لما كان قوله: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ﴾ معطيًا معنى نفي خروجهم واستعدادهم للغزو، قيل: ﴿وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ﴾، كأنه قيل: ما خرجوا ولكن تثبطوا عن الخروج لكراهة انبعاثهم (٣).
وقوله: ﴿فَثَبَّطَهُمْ﴾ أي: فوقَّفَهُمْ، والتثبيط: التوقيف بالأمر بالتزهيد فيه.
﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٤٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا﴾ الزمخشري: ﴿إِلَّا خَبَالًا﴾ ليس من الاستثناء المنقطع في شيء كما يقولونه؛ لأن الاستثناء المنقطع هو أن يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه، كقولك: ما زادوكم خيرًا إلَّا خبالًا، والمستثنى منه في هذا الكلام غير مذكور، وإذا لم يذكر وقع الاستثناء من أعم العام الذي هو الشيء، فكان استثناء متصلًا؛ لأن الخبال بعضُ أعمِّ العام، كأنه قيل: ما زادوكم شيئًا إلَّا خبالًا، والخبال: الفساد والشر (٤). وكذلك الخَبْل ساكنة الباء.
(٢) قرأها زر بن حبيش، وعاصم فيما روى أبان عنه. انظر المحرر الوجيز. والبحر. والدر في المواضع السابقة.
(٣) الكشاف ٢/ ١٥٤.
(٤) إلى هنا ينتهي كلام الزمخشري في الكشاف ٢/ ١٥٥.