خَصفْتُ الورق ونحوه، إذا قطعته، عن الرماني؛ لأنه قال: ومعنى يخصفان: يقطعان.
وقال غيره: معناه يجعلان ورقة فوق ورقة على عوراتهما ليستترا بها، كما تخصفُ النعل بأن تجعل طرقة على طرقة (١) وتوثق بالسيور، ومنه قيل للخصاف الذي يرقع النعل: هو يخصف (٢).
وقوله: ﴿مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ يحتمل أن يكون هو مفعول ﴿يَخْصِفَانِ﴾، وأن يكون مفعوله محذوفًا، ويكون ﴿مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ في موضع الصفة له، أي: شيئًا من ورق الجنة.
وقرئ: (يُخْصِفان) بضم الياء وكسر الصاد مع تخفيفها (٣)، من أخصف، وهو منقول من خصف، أي: يخصفان أنفسهما أو أجسامهما شيئًا من ورق الجنة، ثم حُذِف مفعولاه، أو واحدٌ على عادة حذفه في كثير من المواضع.
وقرئ أيضًا: (يُخَصِّفان) بضم الياء وفتح الخاء وكسر الصاد مثقلًا (٤) من خصَّف بالتشديد، وحكمه حكم (يُخْصِفان) في الحذف والتقدير والنقل.
وقرئ أيضًا: (يَخِصِّفان) بفتح الياء وكسر الصاد مع تشديدها مع فتح الخاء وكسرها (٥)، وأصله يختصفان يفتعلان من خصفت، فأُلقيت فتحة التاء على الخاء وأدغمت التاء في الصاد بعد قلبها صادًا. وكذلك القول فيمن كسر
(٢) معاني الزجاج ٢/ ٣٢٧. والكشاف ٢/ ٥٨.
(٣) هذه قراءة الزهري كما في المحتسب ١/ ٢٤٥. والمحرر الوجيز ٧/ ٣٣.
(٤) وهذه قراءة عبد الله بن بريدة كما في المصدرين السابقين.
(٥) أما مع فتح الخاء: فهي قراءة رويت عن الحسن، وابن بريدة، ويعقوب. وأما مع كسرها: فنسبت إلى الحسن، والأعرج، ومجاهد. انظر المصدرين السابقين مع إعراب النحاس ١/ ٦٠٥.