تخبرهم بها (١). وقيل: للنبي - ﷺ - (٢).
﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَبِاللَّهِ﴾ من صلة خبر كان، وبه استُدل على جواز تقديم خبر كان عليها، وقد مضى الكلام على نحو هذا في أول البقرة بأشبع ما يكون، فأغنى ذلك عن الإعادة هنا.
﴿لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (٦٦)﴾:
قوله عز وجل: (إن يُعْفَ عن طائفة منكم تُعَذَّبْ طائفةٌ) قرئ: بالياء في (يُعْفَ) النقط من تحته، والتاء في (تُعَذَّبْ) النقط من فوقها مضمومتين، ورفع (طائفة) على البناء للمفعول (٣).
وبالنون فيهما ونصب ﴿طَائِفَةً﴾ (٤) على إخبار الله عز وجل عن نفسه بلفظ الجمع، يعضده: ﴿عَفَوْنَا عَنْكُمْ﴾ (٥).
وقرئ: (إن يَعْفُ عن طائفةٍ منكم يُعَذِّبْ طائفةً) بالياء فيهما النقط من

(١) الكشاف في الموضع السابق.
(٢) لم أجد هذا القول فيما بين يدي من كتب التفسير على كثرتها، ويؤيد الأول أن هذه السورة كانت تسمى الفاضحة، والمبعثرة، والمثيرة، لأنها فضحت المنافقين، وأثارت مخازيهم ومثالبهم. وعلى كل حال فالمعنى في القولين واحد، لأن السورة تنزل على النبي - ﷺ - فيقرؤها على الناس، وأيضًا فقد روي في الحديث أن المنافقين الذين كانوا يرافقون النبي - ﷺ - في غزوة تبوك لحرب الروم تحدثوا في الطريق فيما بينهم بما يسوء المؤمنين، فأظهر الله تعالى نبيه عليه السَّلام على ذلك فبعث إليهم وأخبرهم بما قالوا.
(٣) هذه قراءة العشرة عدا عاصمًا كما سيأتي.
(٤) قرأها عاصم وحده. انظر القراءتين في السبعة/ ٣١٦/. والحجة ٤/ ٢٠٥. والمبسوط/ ٢٢٨. والتذكرة ٢/ ٣٥٨.
(٥) سورة البقرة، الآية: (٥٢). وانظر هذا الاستدلال أيضًا في الحجة الموضع السابق.


الصفحة التالية
Icon