وقوله: ﴿جَزَاءً﴾ انتصابه على أنه مفعول له، أي: وليبكوا لهذا الفعل، أو حال، أي: مجازين، أو مصدرٌ على المعنى.
وقوله: ﴿بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (ما) تحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون مصدرية.
﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (٨٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ﴾ رجع: فعل يتعدى كما ترى ومصدره: الرجع. ولا يتعدى ومصدره: الرجوع والرجعى.
وقوله: ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ انتصاب ﴿أَوَّلَ﴾ على المصدر لكونه مضافًا إلى المصدر، كما تقول: صمت أحسن الصيام، وقمت أطول القيام، فتنصب أحسن وأطول على المصدر لإِضافتهما إليه، والتقدير: رضيتم أن تقعدوا أول قعدة.
وقوله: ﴿فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ الجمهور على إثبات الألف بعد الخاء على الأصل، وقرئ: (مع الخلفِين) بحذف الألف (١) على قصر الخالفين، والخالف: كل من تأخر عن الشاخص (٢).
﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (٨٤) وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (٨٥)﴾:

(١) قراءة شاذة نسبت إلى مالك بن دينار رحمهُ اللهُ. انظر المحتسب ١/ ٢٩٨. والكشاف ٢/ ١٦٥.
والمحرر الوجيز ٨/ ٢٤٦ ونسبت في هذا الأخير إلى عكرمة أيضًا.
(٢) قال أبو عبيدة: الخالف: الذي خلف بعد شاخص، فقعد في رحله، وهو من تخلف عن القوم.. انظر مجاز القرآن ١/ ٢٦٥.


الصفحة التالية
Icon