قوله عزَّ وجلَّ ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ﴾ نهاية صلة الموصول ﴿غَافِلُونَ﴾.
وقوله: ﴿أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ﴾ أولئك: مبتدأ، و ﴿مَأْوَاهُمُ﴾ ومبتدأ ثان، و ﴿النَّارُ﴾ خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر ﴿أُولَئِكَ﴾، ﴿أُولَئِكَ﴾ وما اتصل به خبر ﴿إِنَّ﴾.
وقوله: ﴿بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (ما) تحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون مصدرية، والباء من صلة محذوف دلَّ عليه معنى الكلام، أي: عُذِّبُوا، أو جُوزُوا بسبب ما كانوا يكسبونه من الكفر، أو بسبب كسبهم الكفر.
ولا يجوز أن يكون من صلة ﴿مَأْوَاهُمُ﴾ زعم بعضهم، لأجل الفصل بين الصلة والموصول بالخبر.
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٩)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾ (يهديهم) خبر ﴿إِنَّ﴾، أي: يرشدهم ربهم بسبب إيمانهم إلى طريق الجَنَّة.
وقوله: ﴿تَجْرِي﴾ وفي موضع الحال من الهاء والميم في ﴿يَهْدِيهِمْ﴾، أي: يهديهم في حال جَرْيِ الأنهار من تحت منازلهم.
وقوله: ﴿فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ يحتمل أوجهًا:
أن يكون خبرًا بعد خبر لـ ﴿إِنَّ﴾، وأن يكون من صلة ﴿تَجْرِي﴾، أو من صلة يهدي، بمعنى: يهديهم فيها إلى ما تشتهي أنفسهم، وأن يكون حالًا من ﴿الْأَنْهَارُ﴾، أي: كائنات فيها.
﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠)﴾: