وقوله: ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا﴾ (هؤلاء) حملًا على معنى (ما).
وقوله: ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (ما) تحتمل أن تكون موصولة بمعنى: عن الشركاء الذين يشركونهم به، وأن تكون مصدرية بمعنى: عن إشراكهم.
﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (٢١)﴾:
قوِله عز وجل: ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا﴾ (إذا) الأولى زمانية للشرط، والثانية جوابها وهي للمفاجأة، كقوله: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾ (١)، وقد ذكرت فيما سلف من الكتاب أن (إذا). تنوب عن جواب الشرط كالفعل والفاء، كأنه قيل: مكروا وقنطوا.
قيل: والمكر إخفاء الكيد وطيُّه من الجارية الممكورة المطوية الخلق، ومعنى مستهُم: خالطتهم حتى أحسُّوا بسوء أثرها فيهم (٢). والعامل في الثانية الاستقرار الذي في ﴿لَهُمْ﴾.
وقيل: ﴿إِذَا﴾ الثانية زمانية أيضًا، والثانية وما بعدها جواب الأولى (٣)، والوجه هو الأول وعليه الجل.
وقوله: ﴿قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا﴾ انتصاب قوله: ﴿مَكْرًا﴾ على التمييز.
﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٢٢)﴾:
(٢) الكشاف ٢/ ١٨٥.
(٣) التبيان ٢/ ٦٦٩.