سيئتهم، ثم حذف المضاف إليه، لا بد من هذا التقدير لأجل الذكر العائد من الجملة إلى المبتدأ الذي هو ﴿وَالَّذِينَ﴾.
والثاني: ﴿مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ﴾.
والثالث: ﴿كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ﴾.
والرابع: ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ وما بين المبتدأ وخبره اعتراض.
* والثاني: معطوف على قوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى﴾ (١)، كأنه قيل: وللذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها، وهذا الوجه يمشي على مذهب أبي الحسن؛ لأنه عطف على عاملين وهو يجيزه (٢).
والوجه هو الأول من الأوجه الأربعة لسلامته من الاعتراض، سواء قُدِّر فيه حذف مضاف أو لم يقدر.
وقوله: ﴿وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾ يحتمل أن يكون عطفًا على قوله: ﴿جَزَاءُ سَيِّئَةٍ﴾ على تقدير: يجازون بمثلها وترهقهم، وأن يكون حالًا.
ويبعد أن يكون معطوفًا على ﴿كَسَبُوا﴾، كما زعم بعضهم، لأجل اختلاف لفظهما.
وقوله: ﴿قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا﴾ قرئ: (قِطَعًا) بفتح الطاء (٣)، وهو جمع قطعة كخِرقة وخرَقٍ. والقطعة من الشيء: الطائفة منه، أو جمع قِطْعٍ، عن أبي عبيدة (٤)، والقِطْعُ: الجزء من الليل الذي فيه ظلمة، قال الشاعر:
٢٨٥ - افتحي البابَ فانظُري في النجوم | كَم علينَا من قِطْعِ لَيْلٍ بَهيم (٥) |
(٢) انظر مذهب أبي الحسن الأخفش في الكشاف ٢/ ١٨٨ أيضًا.
(٣) هذه قراءة جمهور العشرة عدا ثلاثة منهم كما سيأتي في القراءة التالية.
(٤) مجاز القرآن ١/ ٢٧٨.
(٥) كذا أيضًا هذا الشاهد في معجم العين ١/ ١٣٩. والصحاح، واللسان (قطع). وفي هامش الصحاح أنه لعبد الرحمن بن الحكم بن العاص، وقيل لزياد الأعجم.