الكلمات بمنزلة الكلمة؛ لأنهم قد يسمون القصيدة والخطبة كلمة. و: (كلمات ربك) على الجمع (١) على الأصل؛ لأن كلمات الله كثيرة.
﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ﴾ يقال: هداه إلى الحق وللحق، لغتان بمعنىً، وهدى بنفسه بمعنى اهتدى، ومنه قوله: (أمن لا يَهْدِي) بمعنى لا يهتدي، أو بمعنى لا يهدي غيره، وهي قراءة حمزة والكسائي (٢).
وقرئ: (لا يهدّي) بفتح الياء والهاء وبكسرهما، وبفتح الياء وكسر الهاء وإخفاء حركة الهاء مع تشديد الدال (٣).
والأصل في جميعها يهتدي، فأدغمت التاء في الدال لمقاربتها لها بعد أن ألقيت حركتها على الهاء، وكسر الهاء لالتقاء الساكنين هي والتاء المدغمة في الدال بعد أن حذفت حركتها، وكسر الياء لإتباع ما بعدها وهو الهاء، ليكون عملُ اللسان من جهة واحدة. والإخفاء تنبيه على أن حركة الهاء ليست بأصلية، وإنما هي منقولة من التاء.
واختلف في معناه: فقيل: معناه: أفمن يهدي إلى الحق هذه الهداية أحق بالاتباع أم الذي لا يهدي؟ أي لا يهتدي بنفسه، أو لا يهدي غيره، فحذف
(٢) وخلف أيضًا من العشرة، فإنهم قرؤوا: (يَهْدِي) ساكنة الهاء خفيفة الدال. انظر السبعة/ ٣٢٦/. والحجة ٤/ ٢٧٤ - ٢٧٥. والمبسوط ٢٣٣ - ٢٣٤. والتذكرة ٢/ ٣٦٥.
(٣) قرأ الابنان، وورش عن نافع، وأبو عمرو: (يَهَدِّي) بفتح الياء والهاء، غير أن أبا عمرو يفتح الهاء دون فتحهم. وقرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر: (يِهِدِّي) بكسر الياء والهاء. وقرأ عاصم في رواية حفص، ويعقوب: (يَهِدّي). انظر المصادر السابقة.