بالضم (١)، وكلاهما لغتان بمعنىً واحد وهو الشك. والضمير في ﴿مِنْهُ﴾ للقرآن، وقيل: للموعد (٢).
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (١٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ﴾ الأشهاد: جمع شاهد، كأنصار وأصحاب في جمع ناصر وصاحب، أو شهيد، كأشراف في جمع شريف.
﴿أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠) ولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ﴾ فعل مستأنف والوقف على ﴿أَوْلِيَاءَ﴾ تام.
وقوله: ﴿مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ﴾ (ما): هنا تحتمل أن تكون نافية، أي: لفرط تصامِّهم عن استماع الحقِّ وكراهتهم له، كأنهم لا يستطيعون السمع، كما تقول: فلان لا يستطيع أن ينظر إلى فلان، إذا كان يثقل عليه ذلك لشدَّة بغضه له:
وأن تكون مصدرية، أي: يضاعف لهم العذاب بسبب كون استطاعتهم السمع.

(١) نسبها ابن عطية ٩/ ١٢٤ إلى السلمي، وأبي رجاء، وأبي الخطاب السدوسى. ونسبها ابن الجوزي ٤/ ٨٩ إلى الحسن، وقتادة.
(٢) القولان في الكشاف ٢/ ٢١١. واقتصر ابن عطية ٩/ ١٢٤ على الثاني. ونسب ابن الجوزي ٤/ ٨٩ الأول إلى مقاتل، والثاني إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -.


الصفحة التالية
Icon