الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (٢٩) وَيَاقَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٣٠)}:
قوله عز وجل: ﴿لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا﴾ الضمير في ﴿عَلَيْهِ﴾ للتبليغ، دل عليه ﴿إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ﴾ (١).
وقوله: ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ الجمهور على ترك التنوين في ﴿بِطَارِدِ﴾ تخفيفًا، وقرئ: بالتنوين (٢) على الأصل.
وقوله: ﴿إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ كسرت ﴿إِنَّهُمْ﴾؛ لأنها مستأنفة، ويجوز فتحها في الكلام بمعنى لأنهم، على صريح التعليل، ولا ينبغي لأحد أن يقرأ به؛ لأنه لم يثبت به رواية.
﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٣١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ عطف على ﴿عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ﴾، والتقدير: ولا أقول لكم عندي خزائن الله، ولا أقول أنا أعلم الغيب. وقوله: ﴿وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ﴾ عطف أيضًا، أي: لا أقول ذلك حتى تقولوا لي ما أنت إلّا بشر مثلنا.
وقوله: ﴿تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ﴾ تفتعل من الزراية، يقال: زرى عليه يزري زرايةً، إذا عابه وأنكر عليه فعله، وأزرى به يزري إزراء، إذا قصَّر به، وازدرته عينه، إذا احتقرته، أي: تحتقرهم وتستصغرهم عيونكم.
(٢) نسبت في مختصر الشواذ/ ٦٠/ إلى أبي حيوة. وذكرها الزمخشري ٢/ ٢١٣. والعكبري ٢/ ٦٩٦. وأبو حيان ٥/ ٢١٨ دون نسبة.