قوله عز وجل: ﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ أي: بل أيقولون؟
وقوله: ﴿فَعَلَيَّ إِجْرَامِي﴾ الفاء جواب الشرط. والجمهور على كسر همزة ﴿إِجْرَامِي﴾، والإجرام: مصدر قولك: أجرم فلان يجرم إجرامًا، إذا جنى وكسب سيئة، والمعنى: إن صح وثبت أني اختلقته فعليَّ وبال إجرامي.
وقرئ: (أجرامي) بفتحها (١)، وهو جمعُ جُرم، كقفل وأقفال، وجَرَمَ بمعنى أجرم، لُغَيَّةٌ، وأنشد:
٣٠٠ - طَرِيدُ عَشيرةٍ وَرَهِينُ ذَنْبٍ | بِما جَرَمَتْ يَدِي وجَنَى لِسَاني (٢) |
قوله عز وجل: ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ﴾ أن ما اتصل بها في موضع رفع بـ (أوحي)، ولذلك فتحت. والضمير في ﴿أَنَّهُ﴾ ضمير الشأن والحديث.
وقرئ: (إنه) بكسر الهمزة (٣) على تقدير: قيل إنه، وأوحي على هذا مسند إلى ﴿نُوحٍ﴾ عليه السلام.
وقوله: ﴿إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ﴾ مَن: موصول ومحله رفع؛ لأنه فاعل ﴿أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ﴾ وهو من غير جنسٍ في المعنى.
والمعنى: إلّا من وجد منه ما كان يتوقع من إيمانه، و (قد) للتوقع.
(١) كذا حكاها النحاس في معانيه ٣/ ٣٤٦ دون نسبة. وحكاها أبو حيان ٥/ ٢٢٠ عنه. ونسبها ابن الجوزي في زاد المسير ٤/ ١٠٠ إلى أبي المتوكل، وابن السميفع.
(٢) نسبه أبو عبيدة إل الهيروان السعدي أحد لصوص بني سعد. انظر مجاز القرآن ١/ ٢٨٨. وجامع البيان ١٢/ ٣٢. والنكت والعيون ٢/ ٤٦٨. والمحرر الوجيز ٩/ ١٤١. وفي بعض المصادر: ورهين (جرم).
(٣) قرأها أبو البَرَهْسَم. انظر المحرر الوجيز ٩/ ١٤١. والبحر المحيط ٥/ ٢٢٠. والدر المصون ٦/ ٣٢١.
(٢) نسبه أبو عبيدة إل الهيروان السعدي أحد لصوص بني سعد. انظر مجاز القرآن ١/ ٢٨٨. وجامع البيان ١٢/ ٣٢. والنكت والعيون ٢/ ٤٦٨. والمحرر الوجيز ٩/ ١٤١. وفي بعض المصادر: ورهين (جرم).
(٣) قرأها أبو البَرَهْسَم. انظر المحرر الوجيز ٩/ ١٤١. والبحر المحيط ٥/ ٢٢٠. والدر المصون ٦/ ٣٢١.